قضي الأمر وتعاقد الاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدرب ادقاردو باوزا، ورحل بيرت مارفيك بعد تجربة مميزة مع "الأخضر" انتهت بقيادته إلى نهائيات كأس العالم 2018، وبين قرارات الماضي المتعلقة بالتعاقد والاستغناء عن الهولندي، وخطوات الحاضر ممثلة بالارتباط مع الأرجنتيني، تعيش الكرة السعودية هموما وآمالا، وتطلعات كبيرة ومرحلة تغيير أكبر، يفترض أن لا تنتهي إلا بالوقوف وسط الدول المحترفة، والقادرة على أن تسير دائما في الطريق الصحيح، وترسيخ مفهوم العمل المنضبط والتخطيط السليم والأداء التصاعدي في جميع المناسبات. ويفترض أن يحفزنا تغيير الجهاز الفني للالتفاف حول "الأخضر" أكثر من أي وقت مضى، بدلا من نثر التساؤلات، والانشغال بما قدمه مارفيك، وماذا سيقدم باوزا، والعودة إلى المربع الأول في التلاسن والاحتقان حول الأندية، فالفترة الزمنية التي تفصلنا عن "مونديال 2018" قصيرة جدا وتحتاج إلى رسم برنامج نتمكن من خلالها تقديم مستوى يختلف عن ما قدمه المنتخب مونديالات 1998 و2002 و2006، بعدما أصبح المشجع السعودي لا يطالب فقط بالعودة إلى الواجهة العالمية بعد الغياب في نسختي 2010 و2014 إنما بظهور منتخب مختلف ورؤية مستويات كبيرة والوصول إلى ماهو أبعد من الدور الأول الذي طرقناه في مونديال 1994 يومها الاحتراف لدينا كان في بدايته، ويفترض التعامل معه منذ تلك الفترة وحتى الآن بصورة أفضل وليس العكس، وما يجعلنا نتفاءل أكثر هو معرفة باوزا بالكرة السعودية جيدا من خلال تجارب سابقة، ومدى حاجه اللاعب من تحضيرات وخطط وتحمل نفسي وتعامل مع بعض الضغوطات، وهذا لن يكتمل إلا بتكاتف الجمهور والإعلام والأندية مع القيادة الرياضية والمنتخب السعودي حتى يبرز لنا فريقا قويا ومنظما، لا يكون هدفه فقط التأهل، فهو حقق بطاقة التأهل أربع مرات سابقة، ونظن أن المشاركة التي تنتهي مع نهاية مباريات الدور الأول لا تليق برياضة بدأت في تغيير جلدها والاقتراب من برنامج الخصخصة والدخول في رؤية 2030 ومن ثم النهوض بكامل منظومتها حتى تنسى زمن الفوضى في التخطيط والارتجالية في القرار. ندرك أن باوزا لن ينجح لوحده، وهذا يتطلب أن ننسى الألوان جميعا في فترات تحضير "الأخضر" ودخوله في المعمعة الدولية حتى نرى عملا وأداء مختلفين، أما إذا عدنا إلى الانشغال بالانتماءات وكل ناد يريد أن يكون هو صاحب التأثير والميول على الاتحاد واللجان وهيئة الرياضة فلا نجني من ذلك إلا التأثير على منتخب الوطن والكرة السعودية و (كأنك يابو زيد ما غزيت).