جاء توجيه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحه أمس الأول برفع الحجب عن تطبيقيات الاتصال عبر الإنترنت في المملكة خلال فترة أسبوع، ليكشف الحقيقة الغائبة عن سبب المنع، الذي كان مسكوت عنه من الجهات الحكومية المعنية بقطاع الاتصالات، ومن شركات الاتصالات بالمملكة، حيث قال السواحه عبر حسابه الرسمي في تويتر، "بالتعاون مع شركائنا في قطاع الاتصالات للتفعيل، وجّهنا برفع الحجب عن تطبيقات المكالمات خلال أسبوع.. ومازلنا نطمح للمزيد". وبإعلان هذا التوجه الجديد يسدل الباب على قضية ساخنة على مدار السنوات الأخيرة الماضية، حفلت بالمطالبات المستمرة من جمهور المستخدمين للتطبيقات، بضرورة فتح المجال لإجراء المكالمات الصوتية والمرئية، خاصة بعد أن أعلنت الكثير من الشركات المالكة لهذه التطبيقات، ومن أشهرها "الواتس أب" أن فتح خاصية الاتصال عبر التطبيق يعود لأنظمة وتشريعات الدول المعنية بمنع الاتصال أو أتاحته، وسيحد التوجه الجديد من طرق التلاعب على تجاوزت الحجب عبر تنزيل برامج مخصصة لذلك، أو البحث عن تطبيقات جديدة للاتصال عبر الإنترنت لم يشملها الحجب. وتتمحور المخاوف حاليا حول البنية التحتية لشبكات الإنترنت في المملكة التي تعاني من ضغط كبير من المستخدمين وتقطع مستمر حتى في المدن الرئيسية، إضافة الى ضعف التوسع في تغطية الأحياء الجديدة بشبكة الفايبر، مما جعل الدولة تدعم مشروعا كبيرا لنشر النطاق العريض في المملكة بمبلغ يصل الى 5.5 مليار ريال، في أول مبادرة من نوعها لتقديم دعم حكومي مباشر لنشر النطاق العريض عبر ثلاث اتفاقيات وقعت في شهر اغسطس الماضي، ويعول على ذلك في التوسع في شبكات الانترنت ومواجهة الضعف في الخدمة في بعض المناطق والاحياء. ويتوقع مختصون أن يكون التأثير على شركات الاتصالات الثلاث العاملة في المملكة محدود، من ناحية ضعف الإقبال على المكالمات الصوتية، عقب السماح الرسمي باستخدام التطبيقات، لكون هذه الشركات أصبحت تركز بنسبة كبيرة على خدمات البيانات، وتوقعها لمثل هذه الخطوة التنظيمية، وايضا سوف تستفيد من القيود التنظيمية الجديدة على الانترنت اللامحدود، حيث ستعوض مداخليها عبر ارتفاع وتيرة البيانات التي سيزيد نفاذها والحاجة لها بفتح استخدام التطبيقات الداعمة للمكالمات. يذكر أن المملكة تٌعد من بين أعلى دول العالم في معدل نمو انتشار استخدام الهواتف الذكية والمشاركة في منصات التواصل الاجتماعي واستخدام اليوتيوب، كما أن متوسط استخدام الفرد للإنترنت عبر شبكات الجوال يأتي ضمن الأعلى عالمياً مما يؤكد على أهمية مواكبة النمو المتزايد بتوفير الشبكات والبنية التحتية وفقاً لأعلى معايير الجودة. وهذا ما تعمل عليه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ضمن برنامج التحول الوطني 2020. وكان الوزير السواحه قد أوضح "أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية ستعمل على مراجعة استيفاء التطبيقات للمتطلبات التنظيمية، وستعمل مع شركات الاتصالات لإتاحة ورفع الحجب عن ما يتوافق مع المتطلبات". م. عبدالله السواحة