أثارت واقعة تحريف وكالة الأنباء القطرية لفحوى الاتصال الذي تلقاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع من أميرها تميم بن حمد، العديد من التساؤلات حول هوية من يدير النظام في الدوحة والممسك بزمام الأمور هناك، بل إن العديد من المراقبين والمحللين السياسيين اعتبروا هذه الواقعة دليلاً لا لبس فيه على أن تميم لا يملك قراره، وأن صراعاً قوياً يدور في أروقة الحكم في الدوحة. صراع الأجنحة هذا يكشف أيضاً سيطرة الإسرائيلي عزمي بشارة على مفاصل صنع القرار هناك، بشارة الذي يقدم نفسه أستاذاً جامعياً وناشطاً سياسياً ومفكراً قومياً يلبس ثوب العفة بينما يضمر في باطنه الانقلاب على العرب وتفريق صفهم لصالح إسرائيل. المتابع للمشهد بعد الأزمة مع قطر يرى أن الدوحة سلمت نفسها لأولئك الذين باعوا أنفسهم مقابل حفنة من المال، فحملوا جنسيتها واتخذوها منطلقاً لبث سمومهم ضد الدول العربية والخليجية، ونافسوا الشيطان في إشعال نيران الفتن في المنطقة فشردوا الملايين في سورية، وقتلوا الأبرياء في ليبيا، وأذكوا روح الانقسام بين الدول العربية والخليجية، استخدموا قناة الجزيرة التي اتخذت الكذب سلاحاً لها، أولئك هم أذرع الدويلة الذين يخططون ويفكرون لها ويأتمرون بأمرها. وبات السؤال الذي لم نجد له إجابة، كيف لعضو الكنيست الإسرائيلي أن يصل إلى هذه المكانة في قطر والتقرب من أميرها ووالده وما هو مصدر قوته ليصل إلى هذه الدرجة؟