تزخر حائل بالأديبات، والنثرُ له النصيب الأوفر من نتاجهن الأدبي وخاصة القصة القصيرة جداً. تأتي بعدها في الحضور الخاطرة فالرواية. لعل ندرة إقامة الملتقيات الأدبية والتعريف الإعلامي بأعمالهن هي ما تجعلهن بعيدات عن دائرة الضوء؛ رغم تميز الأعمال المقدمة في المُجمل كما قرأتُها بعينٍ ناقدةٍ مُتفحصةٍ. ويبرزُ اسمُ القاصة شيمة الشمري في مقدمتهن بسبب قدرتها على تسليط الضوء على أعمالها القصصية والحديث عن قصصها بما تملكه من إلقاء جذاب وسرد لحكاياتها بصوت مؤثر. ولها مجموعتان قصصيتان هما (ربما غدا) صدرت عام 2010م، و(أقواس ونوافذ) التي صدرت عام 2012 م. وقد حظيتْ المجموعتان باهتمام نقدي كبير منشور ومطبوع من المتلقين والنقاد. ثم تأتي مجموعة من القاصات اللواتي اشتركن في مجموعة من إصدارات نادي حائل الأدبي، وهي المجموعة القصصية (سنابل جبلية) التي صدرت عام 2010م. وهن: حنان مسلم، ومنال الغازي، وآلاء المقرن، ونوال الزيدان. لكل قاصة منهن أسلوب مميز يبتعد عن التقليد وإن كانتْ تلتقي القصص في الإغراق في التصوير والعاطفة، مع وجود رمزية قاتمة ولغة إشارية كثيفة من خلال كثرة استعمال علامات الترقيم، وتعبر تلك القصص عنِ الأنثى وتجاربها الخاصة، وقلمّا تنطلق منها إلى رؤية فكرية واضحة، ويعود السبب في ذلك إلى قِلة النتاج الأدبي المطبوع لهن ممّا يصعب الجزم بالمضامين التي تود القاصة التعبير عنها أو التي تميز شخصيتها. ويسطع في القصص عامة الحديث عن علاقة الأنثى بالرجل وما تعانيه أحياناً مِن كبتٍ لحريتها الشخصية واختياراتها وصدٍ لطموحاتها وحسر لوعيها ونضجها. وأستثني من تلك القاصات الأديبة منال الغازي لقدرتها على نقل الواقع في قصصها وترجمته إلى نصوص قصصية قصيرة؛ تتحدث فيها عن علاقة الأجيال ومعضلة الزمن. وفي مجال القصة نجد فاطمة صالح اليحيا.. لها مشاركات في مجلة رؤى الصادرة عن النادي الأدبي بحائل ولكنها مُقلة في النشر، ومن قصصها (خطوط عديدة تعلوها الدوائر) ونلحظ في قصصها حديثاً نفسياً مع الذات يعزُ على بعضِ الأدباء إتقانُه. وللكاتبة منيرة الأزيمع مجموعة قصصية مميزة تحمل عنوان (الطيور لا تلتفت خلفها)، صدرت عن النادي الأدبي بحائل عام 2009م، ويُميز المجموعة الانطلاق في لغة التعبير والوصف بأسلوب رمزي جميل إلى الحد الذي يشعر القارئ بأنه في فناء واسع تشاركه الطيرانَ فيه الطيورُ. حينما ننتقل إلى جانب آخر من الأدب وهو فن الخواطر الأدبية يبرز اسم تركية الأشقر بخواطرها ومقالاتها التي تحمل فِكراً قيّماً، تسرده بقلم ورؤية الإنسان الناضج الذي عاصر هذه الحياة وكابدها، وقد نشرتْ لها مجلة إشراقة البنات ومجلة إضاءات حائلية بعض المقالات والخواطر، والمجلتان تصدران عن إدارة التربية والتعليم في حائل. بينما في فن الرواية نجد رواية (الديناصور الأخير) للكاتبة سحر السديري، التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2010 م، جاءت في 144 صفحة متوسطة القطع، وبغلاف حمل لوحة تشكيلية لأنسام رزق من فلسطين، وتُمثل الرواية نهاية العالم من وجهة نظر كاتبتها في جو أسطوري وعالم ملحمي بأسلوب أنسنة الديناصور ودنصرة الإنسان، وقد تحدث عنها الناقد أ. د حسيب شحاذة. ولا يعني هذا أن حائل لا تزخر بأخريات ولكن يعوزنا معجم دقيق يحصر لنا جميع نتاج حائل النسوي الأدبي، ولعل الوقت القادم يأذن لنا بذلك. * باحثة وناقدة سعودية