لم أجد وصفاً أدق في التعبير عن الحالة التي يمر بها الإعلام المحسوب على قطر من هذا الوصف الذي استخدمه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، إنه بالفعل إعلام «واطٍ» بما يحمله من فكر وأجندة سوداء لا غاية لها سوى نشر الفوضى وتعزيز الانقسام الذي يعيشه عالمنا العربي. منذ البداية.. كان هناك خط واضح في دعم الإرهاب من خلال إتاحة قنوات مثل الجزيرة منابرها لبث خطابات زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وصولاً إلى خليفته أيمن الظواهري، وفيها ما فيها من تحريض واضح على المملكة التي كانت الهدف الأبرز لعمليات التنظيم منذ البداية. وفي سورية كانت القناة الوكيل الحصري لجبهة النصرة المتطرفة، فما من عملية عسكرية تقوم بها الجبهة ولا بيان لها إلا وكانت الجزيرة السباقة لنشره والاحتفاء به. من كان يعرف أبو محمد الجولاني قبل أن يظهر على شاشة الجزيرة متنكراً في المرة الأولى في لقائه مع الإخواني أحمد منصور، والثانية عندما ظهر بشخصيته الحقيقية في إعلان انشقاق الجبهة عن القاعدة؟ وتحت ذريعة «الرأي والرأي الآخر» من كان أول من جعل المسؤولين الإسرائيليين ضيوفاً دائمين حتى تعودنا وجودهم وحضورهم اليومي في قنوات وبرامج الجزيرة بل ووصل الحال بهم لاستقبال زعماء الكيان الصهيوني في مقر القناة في الدوحة نفسها؟ الفوضى ثورة، والمليشيا مقاومة، والتحريض حرية تعبير!! هذا ما يؤمنون به وما يسعون للترويج له، ومهما حاولوا التمويه والمراوغة فإن مواقفهم الحقيقية سرعان ما تنكشف عند أي مواجهة مفصلية أو أزمة. تابعوا ما ينشره صحفيوهم عبر صفحاتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كيف أنهم لا يتورعون عن الإساءة لبلداننا ورموزنا بكل وقاحة عندما يأتيهم التوجيه بذلك ممن حولهم من إعلاميين إلى مجرد مرتزقة. إذا كان كل هذا الخبث ينطلق من قناة تحتضنها قطر علناً فما بالك بعشرات المحطات والصحف والمواقع والحسابات الوهمية التي لا تتوقف عن مهاجمة المملكة والتحريض عليها بتمويل وتوجيه قطري معروف؟ إن المطالبة بإغلاق تلك القنوات وتضمين ذلك في قائمة المطالب الثلاثة عشر ليس اعترافاً بتأثيرها كما تدعي، بل لكونها مثال حقيقي لكل ما تمثله سياسات الدوحة خلال العقدين الماضيين، ومجرد وجودها هو تكريس لهذه السياسة التي لن نقبل بها بعد الآن. في الأخير .. أتمنى من إعلامنا المعتدل ألا ينجر إلى هذا الانحدار الذي يمارسه الإعلام المرتزق، فمادامت قضيتنا عادلة فنحن لسنا في حاجة إلى الرد على كل بوق ينعق ضدنا.