أعلن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم وصوله إلى نهائيات كأس العالم المقامة في روسيا الصيف المقبل، وفي مسيرته طيلة التصفيات، كان هناك لحظات ودقائق حرجة وحاسمة بدأت في يونيو ال11 من يونيو عام 2015 ، عندما استضاف "الأخضر" فلسطين في الجولة الأولى للتصفيات الأولية ل"مونديال روسيا"، وكان في طريقه لكسب أول ثلاث نقاط في التصفيات، ولكن ماتيوس حذوه يدرك التعادل عند الدقيقة الأخيرة لمنتخب فلسطين، وسط ضغط جماهيري شهدته مدرجات ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، وبعد مرور الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع نجح محمد السهلاوي من إحراز هدف التقدم الثالث للمنتخب وإعادة النقاط إلى رصيد "الأخضر" في التصفيات التمهيدية . في الجولة الرابعة من التصفيات التمهيدية، حلت الإمارات ضيفاً عزيزاً على السعودية في ملعب "الجوهرة المشعة"، ونجح "الأخضر" من إدراك التعادل قبل نهاية الشوط الأول عن طريق مهاجمه محمد السهلاوي، ومع الدقيقة الأخيرة توغل نواف العابد داخل منطقة الجزاء الإماراتية، وسقط أرضاً بعد دخول متهور من عمر عبدالرحمن، وركلة جزاء تحركت معها المدرجات ، قبل أن يتقدم السهلاوي والمدرجات تضج بالدعوات وتنبض بعبارات التحفيز، صافرة السنغافوري محمد تقي تأذن للاعب بتنفيذ ركلة الجزاء، ونجح بالتسجيل وإضافة ثلاثة نقاط في التصفيات الأولية . الجولة الخامسة حبست أنفاس السعوديين، حين حمل المنتخب حقائبه وغادر إلى عمّان لملاقاة منتخب فلسطين، مرت دقائق المباراة من دون أن يستطيع المنتخب السعودي الوصول إلى شباك فلسطين، بعد 90 دقيقة أعلن الأردني أدهم مخادمة نهاية اللقاء صفر-صفر، خسر معه الأخضر نقطتين هامتين في طريق الوصول إلى المونديال . وفي بداية التصفيات النهائية، حل منتخب تايلاند ضيفاً على المنتخب السعودي، وتحت أنظار أكثر من 40 ألف متفرج كانت المباراة في طريقها للتعادل صفر-صفر، ومستوى هزيل يظهره" الأخضر" في مجريات المباراة ، أصوات التشكيك بقدرته على الوصول إلى المونديال ترتفع من جديد، قبل النهاية بخمس دقائق فهد المولد يحصل على ركلة جزاء بعد إعاقته داخل منطقة الجزاء، نواف العابد يتقدم لتنفيذها وينجح من تسجيل أول الأهداف في التصفيات النهائية، وقيادة المنتخب السعودي إلى صدارة المجموعة. بداية جولات كتم الانفاس الجولة الثانية في التصفيات النهائية ، إحدى المراحل الحاسمة في المشوار نحو مونديال روسيا، العراق تستضيف الأخضر في ماليزيا، وقبل عشر دقائق من النهاية المنتخب السعودي لا يزال خاسراً 1-صفر، لكن ركلتي جزاء نجح نواف العابد بتنفيذهما فحوّلت نتيجة المباراة لمصلحة المنتخب الوطني، وأضافت ثلاثة نقاط جديدة لرصيده في التصفيات . خسارة الأخضر أمام اليابان في الجولة الخامسة، سرّبت للنفوس صعوبة الوصول إلى المونديال، خصوصا وأن المنتخب لم يظهر بمستوى فني مميز، فقد اهتزت شباكه بهدفين دون أن يستطع الوصول إلى شباك اليابان إلا مع لحظات المباراة الأخيرة عن طريق المدافع عمر هوساوي، لتفتح هذه الخسارة سيلاً من الانتقادات للمدرب الهولندي مارفيك ولبعض اللاعبين، وتكون سبباً في التشكيك بقدرة المنتخب الوطني من الوصول إلى نهائات المونديال وتجاوز هذه التصفيات. في أواخر مارس الماضي أهدر المنتخب الوطني ثلاث نقاط ثمينة، لكنه ظهر بشخصية منتخب قوي، حين حل ضيفاً على استراليا في أديلايد، سجل المستضيف أولاً ثم عادل سالم الدوسري للمنتخب، عادت استراليا لتسجيل هدفها الثاني وقبل نهاية الشوط الأول أدرك محمد السهلاوي التعادل، في منتصف الشوط الثاني سجلت استراليا هدفها الثالث وظفرت بنقاط المباراة، وخفف ظهور المنتخب بروح عالية وأداء قتالي من خسارة النقاط ، لتضيف ثقة في نفوس الجماهير السعودية على قدرة المنتخب من الوصول للمونديال. لم تستمر هذه الثقة طويلاً فقد زالت بالكلية، حين حل المنتخب السعودي ضيفاً على الإمارات في دبي ضمن الجولة قبل الأخيرة من التصفيات النهائية، لم يظهر في أرضية الملعب إلا منتخب الامارات وقمصان خضراء، اهتزت شباك السعودية مرتين، وخسرت نقاط المباراة وخسرت ثقة الجماهير في الوصول إلى "مونديال روسيا" بعد أن تعقدت عملية الحسابات المؤهلة إلى المونديال المقبل. آخر اللحظات الحاسمة، مواجهة اليابان الأخيرة ، كان الأخضر يحتاج معجزة ليعبر إلى روسيا2018، البشائر جاءت ظهر المباراة حين فشل منتخب استراليا من هز شباك تايلاند بنتيجة كبيرة ، لتكون هذه هي بداية عودة التفاؤل ، وبعد مغيب الشمس اكتظت مدرجات ملعب الملك عبدالله في جدة بالجماهير الخضراء، وعقب الساعة الثامنة بنصف ساعة انتشر رجال المنتخب ميدانياً ، وظهروا بمستوى رجولي وروح عالية وأداء مميز، وفي منتصف الشوط الثاني استطاع فهد المولد من هز الشباك اليابانية وإعلان وصول الأخضر إلى مونديال روسيا2018 بشكل رسمي.