بضع دقائق من وقتك يمكن أن تنقذ أرواحاً بشرية، فقد يكون هناك مريض يعاني من أمراض خطيرة كالسرطان وغيره، أو مصاب بحادث، وتعتمد حياته على توفير وحدة دم مطابقة لنوع دمه، وقد لا يحتاج معظمنا نقل دم طيلة حياتنا، ولكن بالنسبة للآخرين قد تعني الفرق بين الحياة والموت، فقطرات من الدم قد تكون سبباً في إنقاذ إنسان، فهو سائل الحياة، وواحد من نعم الله على خلقه. أثبتت الدراسات أهمية التبرع بالدم، حيث إنه يساعد على تنشيط الدورة الدموية في جسم المتبرع، ويستفاد منه ل 121 يوماً، وبعدها يتبدل بخلايا أخرى جديدة لتعويض الخلايا المفقودة بصفة منتظمة، وأيضاً إن نسبة الإصابة بأمراض القلب تنخفض عند الأفراد الذين يتبرعون بالدم، كما أسفرت الأبحاث التي أجريت على مجموعة من النساء عن أن المرأة إذا وصلت إلى سن اليأس تصبح أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب؛ لزيادة مخزون الحديد في الجسم، لأن الدورة الشهرية عند النساء تساعد على انخفاض نسبة مخزون الحديد في الجسم، لذا فإن التبرع بالدم ينشط جسم المتبرع، وإن الأطباء في كل أنحاء العالم قد أثبتوا أن التبرع بالدم إلى جانب إنقاذه للمحتاج فهو في الوقت نفسه شفاء للمتبرع، وتجديد لدمائه، وتنشيط لأعضاء جسمه، فلا خوف من التبرع خصوصاً أن المتبرع يتم فحصه، وهذه ميزة لك عزيزي المتبرع أولاً لمنع أي ضرر يقع عليك مستقبلاً. إن الدعوة إلى التبرع بالدم دعوة شرعية وإنسانية ووطنية يجب على كل فرد في المجتمع ألا يتأخر ما دام قادراً صحياً، فهذا التبرع النبيل لإنقاذ الناس "حياة مريض أو مصاب" ينطبق عليه قول الله تعالى (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)، فلنكن إخوة استجابة لقول الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وقال رسول الله صلى الله علية وسلم (مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا مُمْسِيًا إِلا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَمَنْ أَتَاهُ مُصْبِحًا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ)، فما بالك لو قمت بالتبرع له، فمن أفضل الصدقات إنقاذ المرضى بأي وسيلة كانت، ومن ضمنها التبرع لهم بكمية من دمائنا إذا احتاجوا إليها، وديننا يأمرنا أن نتعاون على دفع المضار، وأن نحقق المصلحة للأمة خصوصاً وللبشرية جميعاً. إن هذا التبرع زكاة للبدن، فإن الله يعوضه خيراً، وإن رسالة بنك الدم مستمرة في توفير إعطاء الدم للمحتاج، وفي تشجيع الشباب على التبرع، وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، وتوفير كتيبات لبنك الدم، ووزارة الصحة حريصة على زيادة أرصدة بنوك الدم بسبب نقص الدم، وتمنح فرصة للحياة لإنقاذ المحتاجين من الموت، فلا تتردد بالتبرع لهم.