لقد أثار (مفهوم ذوي الخصوصية المزدوجة) انتباه واهتمام علماء التربية الخاصة وخاصة الباحثين في ميدان تربية الموهوبين، لما ينطوي عليه هذا المصطلح من تناقض محير في مكوناته، والتباين الملاحظ بينها. مما قد يتبادر إلى الأذهان سؤال حول هذه الظاهرة: هل يمكن أن تتزامن القدرات العقلية الإبداعية المرتفعة من ناحية وتدني التحصيل الأكاديمي من ناحية آخرى؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أن نقف على حقيقة هذا المصطلح وعرض وجهي التناقض في هذه الظاهرة ؟ من هم؟ وما الاحتياجات الخاصة بهم؟وماهي آلية التعامل معهم؟ هم من لديهم استعدادات عقلية فائقة، ولكنهم غير قادرين على التحصيل والإنجاز الدراسي بالمستوى الذي يعكس مالديهم من قدرات وإمكانات ولا يبذلون الجهد الدراسي الذي يكفي لاستغلال قدراتهم الابداعية الاستثنائية بمعنى هم من يحتاجون إلى علاج نقاط ضعف وتعزيز نقاط القوة لديهم. قد يرى التربويون من معلمين وآباء بأن مستوى التحصيل هو الدرجة التى يحصل عليها الطالب في اختبار ما، سواء امتحاناً مقنناٍ "او اختباراً مدرسياً" في مادة دراسية قد تعلمها الطالب من قبل أو غير ذلك، والتى من خلال هذه الدرجة يستطيع الطالب الانتقال من مرحلة دراسية حاضرة إلى مرحلة تليها فصبوا جل تركيزهم على هذه الدرجة. وتناسوا أن التحصيل قد يكون مستوى النجاح الذي يحرزه او يصل إلية الطالب في مادة دراسية معينة أو مجال معين يبدع فيه. لو أمعنا النظر في الهوة ما بين الاختبارات التحصيلية المدرسية وأداء الطالب طوال العام الدراسي وبين المؤشرات الدالة على قدراته العقلية والإبداعية لاستطعنا إيجاد الحل في ردم الهوة ما بين وجهي المفهوم قدر الإمكان، فعلى كل مربي تفسير آلية التناقض والأسباب والعوامل التي تقف وراء ازدواجيتهم المتناقضة، لأنه لا فائدة مرجوة من جميع الاعتبارات والفرص التربوية المقدمه لهم ما لم نستطع توفير برامج تبنى على نتاجات المسح والتشخيص الدقيق للكشف عنهم. وبالتالي استغلال جوانب الموهبة عندهم وتطويرها وتحسين مستوي التحصيل الأكاديمي لديهم. ماهي آلية التعامل مع هؤلاء الفئة ؟ بالنسبة لمشكلاتهم الأكاديمية (التحصيل المتدني) يجب أن تقدم لهم مادة علمية بأساليب متنوعة مابين البصرية والسمعية واللمسية تراعي أنماط التعلم لديهم مع تكليفهم بكتابة هذه المادة العلمية بأنفسهم مع تقديم بدائل لخبرات التعلم لديهم بحيث لا نعتمد على الورقة والقلم فقط بل المتاهات والألغاز والألعاب المنطقية والعقلية التي تنمي انواع الذكاءات المتعددة، والمعالجات الحسابية او الرياضية وغيرها من البدائل التي تكسبهم مهارات دراسية تضمن لهم الحصول على التحصيل المرتفع الي جانب صقل مواهبهم المتميزة. مما لاشك فيه أن نجاح هذه البرامج والإستراتيجيات في التدريس وإثبات فاعليتها يتطلب بدرجة كبيرة معلماً يمتلك (كفايات) ومهارات للتعامل مع هؤلاء للطلبه! والمقصود بالكفايات هنا هو ضرورة توافر بيئة معرفية شاملة تتصل بميدان الموهبة والإبداع، إضافة الى الخبرات والتجارب. أخيرًا "رسالة لكل معلم بشكل عام ومعلم الموهوبين بشكل خاص يجب أن يكون لديك شجاعة أدبية في قول (لا أعرف) بحيث تكون صادقاً "وأميناً" مع نفسك في البداية ومع طلبتك، ولا يعيبك أبدا قول (لا أعرف الإجابة)! دعونا نبحث عنها معا"؛ وذلك لأن التعليم ينطوي على مواجهة مواقف كثيرة يكتشف المعلم فيها بجهله. فإن لم تكن مستعداً "للإعتراف بذلك، فإنه ينمي اتجاها سلبياً" لدى طلبتك بأن الجهل بأي شيء هو ضعف ومصدر خجل، لذلك ينبغي إخفاؤه.