دفعت مليشيا الحوثي بمزيد من التعزيزات إلى العاصمة صنعاء مع عودة وتيرة التوتر بين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه. وذكرت مصادر مطلعة أن مزيدا من مقاتلي الحوثيين وصلوا من صعدة وعمران ومناطق أخرى إلى صنعاء، بعدما دفع المتمردون خلال الأيام الماضية بقرابة ألفي مقاتل إلى العاصمة إثر زيادة التوتر مع أنصار صالح. يأتي هذا فيما كثفت مليشيا الحوثي من انتشار دورياتها في كثير من أحياء العاصمة صنعاء وقُرب المؤسسات والوزارات بشكل لافت، كما عاودت انتشارها بالقرب من مكان الاشتباكات التي وقعت مع أنصار صالح قبل أكثر من أسبوع، وقالت مصادر مطلعة بصنعاء إن النقاط التابعة لما يسمى باللجنة الثورية التابعة للمتمردين تقوم بمنع تنقل أي جنود يرتدون بزة الحرس الجمهوري أو الأمن المركزي المواليين لصالح إلا بوجود البطائق العسكرية، وقالت المصادر إن عناصر الحوثي منعوا عددا من أفراد الأمن المركزي في إحدى النقاط في بني الحارث شمالي صنعاء من دخول العاصمة، بسبب عدم وجود بطاقاتهم العسكرية معهم، ويخشى المتمردون الحوثيون من دخول مقاتلين من أنصار صالح في قبائل طوَّق صنعاء. وكان المتمردون نصبوا نقاط تفتيش في الطريق بين صنعاء وسنحان مسقط رأس صالح السبت، لكنهم قاموا بإزالتها بعد أن أثارت حفيظة رجال القبائل الذين اعتبروها استفزازا لهم.. وفي إطار تصاعد التوتر بين شريكي الانقلاب، اختطف مسلحون حوثيون القيادي في حزب المؤتمر الشعبي ومدير مكتب التربية والتعليم بمديرية كعيدنة بمحافظة حجة، أحمد الشومي، بعد مشادات كلامية بينه وبين أحد قيادات مليشيا الحوثي على خلفية توزيع مساعدات إغاثية. وأكدت مصادر في حزب المؤتمر أن مصير الشومي لايزال مجهولا حتى الان. التصعيد الميداني ترافق مع تصعيد إعلامي ضد صالح إذ شن القيادي وعضو المجلس السياسي للحوثيين محمد البخيتي هجوما عنيفا على الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وحذّر أنصاره من الانخداع به وأنه أصبح خطرا على المجتمع، ولا يحمل أي قيم اجتماعية وسينقلب على تحالفهم. وفي مؤشر على تفتت تحالف الانقلاب، غادر وزير التعليم العالي بحكومة الانقلاب الشيخ حسين حازب صنعاء إلى مسقط رأسه في جبل مراد في مأرب وهي المنطقة الخاضعة للشرعية. وحازب هو عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر الشعبي العام وأحد المقربين من علي عبدالله صالح وينتمي إلى قبيلة مراد في مأرب وظل حازب رأس حربه في المواجة مع الحوثيين، وسبق أن دخل في مشادات مع الحوثيين بصنعاء، وصلت حد محاصرة الحوثيين لمقر وزارته. مصادر سياسية بصنعاء أكدت أن الحوثيين شعروا بالصدمة من مغادرة حازب الذي مثل خروجه إلى مأرب صفعة للحوثيين، فيما عزز الحوثيون من رقابتهم على بقية قيادات حزب المؤتمر الشعبي بصنعاء. وكان حازب قال في تغريدة له أمس: "عندما يكون وطنك وشعبك وتاريخك ووجودك وسلمك الاجتماعي مستهدف فإن الصمت خيانة والرمادية خيانة ولولا. ولو. خيانة فالسكوت ليس من ذهب في كل الأحوال". التصدع الذي تشهده جبهة الانقلاب وصل إلى انشقاق عدد من القادة العسكريين الموالين لصالح وانضمامهم إلى الشرعية. وذكرت مصادر عسكرية بصنعاء أن عددا من القادة والضباط العسكريين في الحرس الجمهوري الموالي لصالح فروا من صنعاء ووصلوا إلى مأرب وأعلنوا تأييدهم للشرعية، وأن عملية ترتيب وضعهم في صفوف القوات الشرعية جارية. من جانب آخر، أفادت مصادر عسكرية ميدانية بمقتل 10 وإصابة آخرين من عناصر مليشيا الحوثي وصالح في معارك مع القوات الشرعية بصرواح غربي مأرب. وبحسب المصادر، فقد نفذ الانقلابيون هجوماً من عدة محاور على مواقع الجيش الوطني بهيلان، تم التصدي له. أفادت مصادر عسكرية بمقتل وإصابة عدد من المتمردين في مواجهات بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي وصالح في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء. وأفشلت القوات الشرعية هجمات للمتمردين على جبل الصافح وعلى جبل القتب وبني بارق، في المنطقة. وساندت مقاتلات التحالف القوات الحكومية بسلسلة غارات على مواقع المتمردين في محيط مفرق المجاوحة، وبني بارق، والحلول، ومفرق قطبين.