سقوط أربعة قتلى في اشتباكات بين أتباع الحوثي وأنصار علي عبدالله صالح في أحد شوارع صنعاء والذي جاء بعد تراشق الاتهامات بالفساد والخيانة الوطنية بين الطرفين والتي تصاعدت بعد احتفالية الخميس التي نظمها حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده المخلوع بمناسبة ذكرى تأسيسه وقيام الحوثيين بفعاليات مماثلة في اليوم نفسه تحت شعار "التصعيد مقابل التصعيد"، لا يمكن أن تكون أحداثاً اعتيادية يمكن ذر الرماد على تداعياتها والتي تشير إلى طلاق وشيك بين شريكي الانقلاب على الشرعية في اليمن. ورغم أن اليومين الماضيين شهدا ظهوراً إعلامياً واسعاً من مسؤولي المعسكر الحوثي في محاولة للتقليل من شأن ما حدث والدعوات إلى ضبط النفس وتوحيد الصفوف إلا أن القلق لا يمكن إخفاؤه من رد فعل المخلوع على ما حدث على مدار الأيام الماضية، وهو ما يفسر تكثيف نقاط التفتيش في شوارع صنعاء من قبل اللجان الشعبية الحوثية والتي يصر صالح مؤخراً على وصفها بالمليشيات. اللافت في الأمر أن الحماس الذي يظهره الحوثي للخروج من الأزمة بفقاعات إعلامية لم يصحبه أي خطاب تصالحي موازٍ من قبل المخلوع وأنصاره، وهو ما يفسر من قبل الشارع اليمني الأكثر معرفة بالسلوك الغادر للمخلوع أن هناك ما يتم التخطيط له ولن يكون هناك فاصل زمني طويل بين معالمه ونتائجه. حالة الارتباك أصبحت أكثر وضوحاً في عصابة الانقلاب؛ ففي حين يخرج محمد الحوثي وهو الرجل الأقوى حالياً في جماعة الحوثي داعياً الانقلابيين لضبط النفس تتواتر الأنباء عن محاصرة مليشياته لمنزل صالح، وفي الطرف المقابل يتحدث قيادي من المؤتمر عبدالقوي الشميري عن الهدوء الذي يسود شوراع صنعاء التي تشهد في الوقت نفسه حشود من الموالين للحزب من أجل تقديم العزاء في مقتل القيادي خالد الرضي المقرب من صالح الذي قتل برصاص اللجان الشعبية في اشتباكات السبت. القراءات الإعلامية شيء والواقع الذي يعيشه اليمنيون شيء آخر وبما أنهم الأكثر دراية بكل تفاصيل الغدر والخيانة التي ترسم طبيعة الشراكة المشؤومة بين الحوثي وصالح فإن السؤال اليومي الذي يردده الشعب اليمني منذ تصاعد الدخان في المعسكر الانقلابي من سيسدد الضربة الأولى؟ وهل ما يتبعها من ضربات سيكون كافياً للإجهاز على الشريك الغادر إذا ما أخذنا في الحسبان أن لا مغدور به بين قتلة اليمنيين؟