خرّ مسن سوداني من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة على الأرض ساجداً لحظة أن وطأت قدماه مقر استضافة حجاج ذوي أسر شهداء الجيش السوداني المشارك بعاصفة الحزم وإعادة الأمل. وتعالت التكبيرات والتهاني بسلامة الوصول أثناء الحفل المعد لاستقبال 250 حاجاً وحاجةً في مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج. وتقدم عبدالرحمن بن عبداللطيف المحمود -رئيس لجنة ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة من دولة السودان الشقيقة- لاستقبالهم، بحضور عدد من المسؤولين، ووسائل الإعلام السعودية والسودانية. وبادر مسؤولو البرنامج بتقديم القهوة العربية والتمرات والبخور، وارتوى الضيوف بماء زمزم، وسط أجواء روحانية، ورفع الحجاج أكف الضراعة والدعوات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سألين الله عز وجل أن يحفظه ويجزاه خير الجزاء على كل ما قدمه لخدمة الحجاج خاصة والمسلمين عامة. من جانبه، قال المحمود: "الحمد لله تكللت الجهود بالنجاح من حيث الاستقبال والتسكين، ومضى كل شيء بسهولة ويُسر، وأسعدتنا ملامح الفرح والسرور التي ظهرت على أسر الشهداء، وسمعنا منهم أسمى العبارات وأصدق الدعوات وهي تلهج بالثناء لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده، والشعب السعودي". وفي ذات السياق عبّر الحاج السوداني د. عبدالله أحمد محمود قائلاً: "أتينا هُنا في ضيافة خادم الحرمين الشريفين، ونزف الشكر على كرم الضيافة وحسن الاستقبال؛ وانطباعنا طيب جداً، ونحن مغمورون بالفرحة والنبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن من أعظم الأعمال أن يدخل الإنسان السرور على المسلم؛ ولذلك نحن نشكر خادم الحرمين على تلك المبادرة غير المستغربة". كما قال الحاج "مصطفى الدود مهدي": نحن فرحون جداً بهذه المنحة من الملك، ونسأل الله أن يضعها في موازين حسناته، وأبهرنا فرحاً استقبال الأخوة السعوديين، وهذا يدل على الكرم الفياض، وندعو للملك بدوام العافية وطول العمر بإذن الله تعالى، وللشعبين السعودي والسوداني مزيداً من المحبة والوئام. ووصل إلى الأراضي المقدسة 250 حاجاً من أسر شهداء وجرحي القوات المسلحة السودانية المشاركين في تحالف دعم الشرعية في اليمن «عاصفة الحزم» الذي تقوده المملكة، حيث أعلنت سفارة المملكة في الخرطوم، عن استضافة الحجاج السودانيين على نفقة خادم الحرمين الشريفين. وحيّا سفير المملكة علي حسن جعفر، خلال وداع الحجاج بمطار الخرطوم، أفراد القوات المسلحة السودانية المشاركين في عاصفة الحزم، وقال إن الحجاج السودانيين من أسر الشهداء سيجدون الاهتمام والرعاية من قبل حكومته. ومن جانبه، قال نائب رئيس أركان القوات البرية السودانية الفريق أول ركن هاشم عبدالمطلب، خلال حفل الوداع، إن القوات المسلحة السودانية تقف مع جميع الدول الإسلامية متى ما طلب منها ذلك، مضيفاً «إننا نقف مع إخوة الإسلام للدفاع عن العقيدة، ونقف مع إخوتنا في المملكة على صف واحد». وفي السياق ذاته، قال مدير الإدارة العامة للتوجيه والخدمات بالقوات المسلحة السودانية اللواء عثمان الأغبش، إن الفتنة محدقة ببلادنا وكل البلدان الإسلامية، ودورنا أن نكون جنوداً ومقاتلين لإعادة الأمل والاستقرار، مشيراً إلى أن القوات المسلحة في بلاده تتخذ شعار الصلح خير، وتعمل على تحقيقه بالوسائل العسكرية والدبلوماسية.