أسهمت الأمطار الغزيرة التي تشهدها منطقة عسير بشكل عام ومحافظة رجال ألمع بشكل خاص خلال الأسابيع الأخيرة، في رفد الغطاء النباتي والغابات الطبيعية التي تشتهر بها جبال وأودية المحافظة التي تقع على بعد 45 كم عن مدينة أبها العاصمة الإدارية لعسير، وترتبطان بعقبة "الصماء". وعرفت رجال ألمع باعتدال مناخها وغزارة أمطارها في فصل الصيف، حيث يمثل دخول موسم "سهيل اليماني" أبرز تباشير اكتساء الأرض بثوبها الأخضر الزاهي، فلا تشاهد العين سوى لوحات خضراء تُرسم على الجبال والسهول وفي بطون الأودية، ولا تسمع الأذن سوى خرير الماء العذب الذي يشكل شلالات طبيعية، جذبت آلاف الزوار من مختلف مناطق المملكة، الذين تعرفوا على جمال المكان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو القصيرة التي يبثها عدد من إعلاميي منطقة عسير في وسائط ذات جاذبية للمتابعين مثل "سناب شات، تويتر".وبمجرد وصول السياح القاصدين لرجال ألمع أسفل عقبة "الصماء" يستقبلهم "وادي العوص" الذي يضم على جنباته مزارع الذرة والدخن التي تشتهر بها المحافظة، حيث يستمتعون بالمناظر الخلابة من خلال مطلات ومواقع خصصتها بلدية المحافظة في أعلى الوادي، ثم يتجه معظمهم إلى جنوب المحافظة، عابرين أحد أطول أنفاق المملكة وهو نفق "جبل رَزْ" الذي يقدر طوله بأكثر من 800 م. وأول ما يستقبلهم بعد عبور النفق، قرية "رجال ألمع التراثية" التي تعتبر من أشهر القرى التراثية على مستوى العالم العربي، حيث فازت قبل عدة أشهر بجائزة المدن العربية فرع "التراث المعماري"، وتجمع الكثير من المصادر التاريخية على أن تاريخ القرية يعود إلى حوالي 500 عام، حيث كانت من أبرز محطات القوافل في جنوب الجزيرة العربية. لوحات خضراء على الجبال تتوسطها شلالات طبيعية