على مدى عقود طويلة واجهت المملكة العديد من الحملات الإعلامية الشرسة سواء من الشرق أو الغرب أو حتى على المستوى الإقليمي لأسباب متعددة كونها قلب العالم الإسلامي وقبلة المسلمين، وكذلك ثقلها وحضورها السياسي والاقتصادي إضافة إلى مواقفها الداعمة للقضايا العربية والإسلامية. هذه الحملات رغم اتخاذها العديد من الأشكال سعت إلى تحقيق هدف واحد وهو خلق صورة نمطية مضللة في الخارج عن المملكة ومؤسساتها وبنائها المجتمعي، وهو ما أدى إلى تحول كل ما يتعلق بالدولة السعودية حكومة وشعباً إلى بضاعة رائجة في وسائل الإعلام الدولية يتم تغييرها إلى صور سلبية. ما يحدث كان مفهوماً من قبل السعوديين حكومةً وشعباً فلم تنلْ هذه الحملات رغم تواصلها من وحدة الوطن ولا عزيمة المواطن ولم تتوقف أمامها عجلة التنمية والتحديث في البلاد، ولكن مع تحول العالم إلى قرية صغيرة نتيجة الثورة الهائلة في وسائل الاتصال الجماهيري أصبح من المهم نقل الصورة الصحيحة لما تعيشه المملكة من أحداث إلى الخارج بعيداً عن انتقائية وسائل إعلامية لا هم لها إلا تشويه كل ما يتعلق بهذه الدولة التي تحولت في فترة زمنية قصيرة -بمقياس تاريخ الدول- إلى محور سياسي مهم تجاوز المفهوم الإقليمي، وأصبحت المملكة شريكة في صنع القرار الاقتصادي العالمي. ولهذا كان إطلاق "مركز التواصل الدولي" من قبل وزارة الثقافة والإعلام محل ترحيب مختلف شرائح المجتمع السعودي، فالمركز الذي سيعمل وفق ما خطط له بعيداً عن دوائر التقليدية في العمل سيكون حلقة وصل بين الوزارة ووسائل الإعلام الإقليمية والعالمية ومختلف مراكز الأبحاث والمؤسسات الثقافية من خلال تأمين تقارير وبيانات موثقة عن ما يحدث في البلاد في جميع المجالات وبعدة لغات تسقط ذريعة كانت تتحجج بها هذه الوسائل وهي عدم توفر المعلومة أو صعوبة الحصول عليها. من خلال هذا المركز لن يكون هناك أي مبرر لنقل خبر خاطئ أو معلومة غير دقيقة وبالتالي فإن صدقية أي وسيلة إعلامية ستكون على المحك فإما أن تكون ملتزمة بأخلاقيات المهنة الإعلامية وتحمل مسؤولية الكلمة وأمانة الحرف أو سينكشف وجهها الحقيقي كمؤسسة علاقات عامة تروج للدعاية السوداء في سبيل تحقيق مصالح سياسية بحتة تقف المملكة وبكل شموخ أمام تحقيقها.