لم يدُر بخلد حمد النغيمشي بالعقد الثالث من عمره المعلم، أن يكون سبباً بعد الله في شفاء مريض حتى جاءه اتصال من السجل السعودي للمتبرعين بخلايا الدم الجذعية بمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني يخبرونه أنهم عثروا على مريض مطابق له وبحاجة ماسة للتبرع للبقاء على قيد الحياة. يقول النغيمشي: كانت فكرة التبرع جاءت بالمصادفة عندما كانت حملات خلايا الأمل تقام في نهاية شهر شعبان الماضي في عام 2016م بمجمع الفيصلية بالقصيم حيث قمت بتسجيل بياناتي وأخذ العينات للمطابقة وبعد حوالي الستة أشهر من التسجيل جاء الاتصال من السجل بالمطابقة وأنهم في حاجة للتبرع للمريض. يقول النغيمشي: نظراً لعدم الوعي المجتمعي بالتبرع بالخلايا الجذعية انتابني تخوف حيال الموضوع فبدأت أقرأ بالمواقع الطبية ومدى مأمونية هذا الموضوع على الرنسان ولكن لم أجد الإجابة الشافية فاستخرت الله ثم وافقت على العملية، وذهبت للمستشفى بالقصيم بمركز التبرع لأخذ العينة للمطابقة، وبعد3 أسابيع قابلت مدير السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية د. محسن الزهراني بمدينة الرياض، وشرح لي عملية التبرع ولم يؤثر علي باتخاذ القرار حيث كنت أحتسب الأجر عندالله عز وجل وتذكرت قوله تعالى:" ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" فوافقت ثم تحدد موعد العملية في اليوم التالي الساعه العاشرة صباحاً حيث تمت العملية عن طريق الإبر ولم تتجاوز الساعة، وبعدها قام منسوبو السجل السعودي والفريق الطبي بقيادة د. أحمد العسكر، ود. محسن الزهراني، ورياض الغريب، وياسر المطيري بزيارتي، وقدموا لي الشكر، وبعد زوال المخدر قمت بقيادة سيارتي وزرت أختي بمدينة الرياض، دون أي آثار تذكر حيث تم صرف لي أدوية ومسكنات ومقويات مثل الحديد، ولله الحمد والمنة لم أستخدم المسكنات مطلقاً. فقط الحديد، كما تم تحديد مواعيد للكشف بعد 10 أيام للاطمئنان على الوضع الصحي وبكل أمانة، كانت تجربة مشجعة ولم أعاني من أي أعراض جانبية إلى هذا اليوم والحمد لله، وأنصح كل من لدية الرغبة في مدّ يد العون للمرضى أن لا يتأخر في هذا العمل الإنساني الأصيل. إيثار وعطاء يقول د. محسن الزهراني -مدير السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية بمدينة الرياض-: قصة حمد قصة إيثار وعطاء كغيره من قصص المنضمين للسجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية، حيث انضم للسجل في عام 2016م ضمن حملة خلايا الأمل بالقصيم بالمولات والمستشفى وقد أبدى رغبته في التبرع في تلك الأثناء تلقينا طلب تبرع من مستشفى محلي لطفل مريض بمرض خطير بالدم، وبدأنا بالبحث في قاعدة البيانات لدى السجل عن مطابق، وقد كان حماد هو الشخص المناسب للتبرع حيث تم الاتصال به وأبدى رغبته وتعاونه مع السجل. ويضيف د. محسن: مر المتبرع حمد بعدة مراحل وهي التسجيل في الحملات التي تغطي مدن المملكة، والتحليل الوراثي للعينة، والبحث عن متبرع مطابق وأخذ موافقته بالتبرع والاتصال به وعمل الفحوصات الملائمة له، وأثناء مرحلة التبرع والتنسيق مع مركز الزراعة عن طريق السجل السعودي، ثم تم إعطاء الطفل المريض العلاج الكيماوي وسحب الخلايا الجذعية مباشرة عن طريق نخاع العظم من عظمة الحوض الخلفية في غرفة العمليات. جمع الخلايا الجذعية وحول طريقة جمع الخلايا الجذعية قال: تجمع عن طريق نخاع العظم من الجهة الخلفية لعظم الفخذ، هذه الطريقة تستغرق ساعة وبعدها يخرج المريض. والثانية تجميع الخلايا الجذعية عن طريق الدم من المتبرع بواسطة إبر محفزة ثم تحقن للمريض لمدة 5 أيام ثم يخرج من المستشفى، حيث يتم فصلها عن طريق جهاز يشبه جهاز غسيل الكلى، ومركز زراعة الخلايا الجذعية بالمستشفى اختار الطريقة الأولى وإعطاؤها للطفل وهو الآن بصحة جيدة ولله الحمد. وبالنسبة لتقييم حالة المتبرع تستمر لمدة سنة بعد التبرع من خلال الفحوصات والكشوفات الدورية للمتبرع، حيث يتم فتح ملف طبي للمريض للعلاج بجميع مستشفيات الحرس الوطني. 2500 حالة ويختم د. محسن بقوله: إن فكرة السجل السعودي في مجال زراعة الخلايا الجذعية نتيجة دراسة قامت بها مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالشؤون الصحية بالحرس الوطني كشفت أن ما بين 40 - 60 % من المرضى لا يوجد لديهم متبرع من الأقارب والنسبة تتفاوت حسب الفئة العمرية وبالتالي فرصة وجود متبرع قريب مطابق أقل في الأطفال منها في الكبار، حيث إن العديد من الأمراض تحتاج التبرع بالخلايا الجذعية لعلاجها، مثل سرطانات الدم، نقص المناعة الوراثية، الأنيميا المنجلية، وتوصلت الدراسة إلى أننا بحاجة إلى إيجاد مصدر لعلاج هؤلاء المرضى، إما باستجلاب الخلايا من الخارج وهو مكلف جداً ناهيك عن تدني نسبة وجود مطابق، أو بإنشاء سجل محلي للمتبرعين، علماً أن حاجة المملكة سنوياً نحو 2000 2500 حالة زراعة خلايا جذعية، وما تجرى من عمليات زراعة حالياً نحو 400 حالة، وهي قليلة، وخلال الثلاثين سنة الماضية تم إجراء 4000 زراعة، الأمر الذي يدعو للفخر أن السجل لامس هذا العام سقف 50 ألف متبرع، وقد استطاع القائمون على السجل برئاسة فخرية من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني ومتابعة من معالي د. بندر القناوي مدير عام الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، وإشراف د. أحمد العسكر -المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية-، وفي ظل الدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى تصنيف المتبرع بالخلايا الجذعية من السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية من مستحقي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة عرفاناً بالدور الإنساني الجليل الذي يقدمونه للمجتمع سجّلَ وأنقذَ حياة مريض