أكد وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بنتن، على أن المملكة هي بلد السلام، ومن على أرضها انطلقت الرسالة المباركة للعالم أجمع، داعياً وفود الرحمن إلى التعامل مع شعيرة الحج على أنها تهذيب للنفوس وتجسيد للم شمل الأمة على قيم الإخاء والسلام. جاء ذلك في تصريح له عقب افتتاح أعمال ندوة الحج الكبرى في دورتها ال 42، تحت عنوان "الحج منبر السلام.. من بلد الله الحرام"، ذلك لموسم حج هذا العام، بحضور ومشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين من كافة دول العالم الإسلامي. وألقى وزير الحج والعمرة كلمة أثنى خلالها على هذا التواجد الكثيف من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي في مختلف التخصصات العلمية والفكرية، مؤكداً أن هذه الندوة تجسد اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، في نشر قيم الإسلام السامية وتعزيز التواصل والتلاحم بين مفكري وعلماء الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن أعمال الندوة وفعالياتها تأتي امتدادا للدور الإسلامي الكبير الذي تقوم به المملكة في تعزيز قيم الإسلام السمحة نحو الاعتدال والوسطية والسلام. وأشار د. بنتن إلى أن هذه الندوة تركز على إبراز رسائل الحج وقيمه وإنسانيته وعالميته، عبر مواسم الحج التي تذكي هذه القيم السامية سنوياً لكافة أنحاء المعمورة، باعتبار "الحج" منبر السلام من البلد الحرام، منوهاً بالمنجزات الكبيرة لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وأدوارها الخالدة في رعاية الحجاج وحماية رسالة الحج السامية، التي منها تشع فكرة السلام وخطاب الاعتدال والتكاتف والتعاون بين أبناء الأمة. ودعا وزير الحج والعمرة في ختام كلمته، أن يتم على الحجاج حجهم في راحة وأمن وطمأنينة، وأن يحفظ لهذه البلاد قيادتها ويديم عليها استقرارها، لتبقى راعية للحرمين الشريفين، ومقدمة الغالي والنفيس للتسهيل على كافة المسلمين من مختلف أنحاء المعمورة مناسكهم، مجندة كل طاقاتها وإمكانيتها لخدمة ضيوف الرحمن. ثم ألقى مفتي مشيخة كرواتيا عزيز حسانو فيتش، كلمة قال فيها: إن موسم الحج مؤتمر سلام عالمي، منوهاً بندوة الحج الكبرى التي باتت تعد صوتاً من أصوات الأمة، ومثل هذه المؤتمرات التي تعقد في مكة وفي موسم الحج العظيم تمنح الجميع القدرة على تعزيز فكرة عالمية عن الإسلام. وقال مفتي مشيخة كرواتيا؛ نشكر من خلال هذا المنبر الإسلامي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين –حفظهما الله-، على الجهود التي تبذلها المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. إثر ذلك، ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د. عبدالرحمن السديس، كلمة عد خلالها ندوة الحج الكبرى فرصة مباركة وتحفها محاور متعددة يشرفها الزمان والمكان والرسالة، مبرزاً مشاركة أصحاب الفكر والعلم في هذه الندوة التي تواصل عامها ال 42، وفق عمل مؤسسي متماسك يتفق وحجم الحدث الذي ينطلق من رحاب مكةالمكرمة، منوها بأهمية عنوان الندوة ودور وزارة الحج والعمرة في جمع علماء الأمة. بعد ذلك، تحدث عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار في الديوان الملكي د. صالح بن حميد عن موسم الحج، وما يؤديه من رسالة سلام للعالم أجمع، مشيراً إلى أن الحج ومكة عنوان الأمان والسلام. وكانت أعمال الندوة قد استهلت بالمحور الأول "الإسلام دين السلام" والذي ناقش تعريف السلام وشموليته وحكمه وأدلته والآثار الحضارية في تحقيق السلام ونشره والأمة الإسلامية أمة وسطاً عدولاً خياراً، وعدلها هو أساس السلام بمشاركة الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بغامبيا أمباي كيبا، والدبلوماسي المصري أحمد بهاء الدين إضافة لرئيس المنتدى العالمي للوسطية بالأردن المهندس مروان الفاعوري. تكريم د. السديس لمفتي مشيخة كرواتيا عزيز حسانو فيتش يلقي كلمته