مع كل عام تستقبل المملكة العربية السعودية ملايين الحجاج في وقت واحد وفي مكان محدد لا مجال لتغييره، مهما كانت الظروف والأسباب.... هذا الاستقبال يسبقه استعداد على مدار العام، بل إن الدولة خصصت وزارة مستقلة مهمتها خدمة الحجاج والمعتمرين..، لا توجد وزارة في منظومة المؤسسات الحكومية لا تشارك في خدمة الحجاج بدون استثناء، ضخامة الخدمات المقدمة تعني أيضاً ضخامة التكلفة التي تدفعها السعودية لتوفير تلك الخدمات بل والارتقاء سنوياً بخدمات الحج، وأي حاج يلمس ذلك خاصة من تكرر حجه خلال عدد محدود من السنوات قد لا تتجاوز الخمس.. ما تقوم به الحكومة السعودية لخدمة الحجاج لا ينكره إلا جاحد بل وحاقد، وهو ليس منة ولا تريد عليه الدولة شكراً، بل هي تعتبره عمق مسؤوليتها تجاه العالم الإسلامي وتجاه كل مسلم، ولكن في الوقت ذاته ليس من المنطق أن نقبل الجحود الذي تقوم به بعض المنصات الإعلامية ولا نواجهها بحجة أننا نعمل وعملنا يتحدث عنا، نعم هنالك أكثر من ثلاثة ملايين حاج ينقلون الواقع، وأضعافهم من المعتمرين على مدار العام يقومون بذلك، ولكن من حقنا وواجبنا أن نفعل إعلامنا أكثر لنقل واقع الخدمات بصورة مختلفة وبعيدة عن النمطية التي للأسف لم تعد مناسبة للغة العصر. تشكر وزارة الإعلام على اعتماد أكثر من عشرين لغة للترحيب بحجاج بيت الله، ويقدر لها نقل الشعائر وتسهيل ذلك لأي قناة ترغب بنقله وبشكل مباشر.. ولكن هل يكفي؟ شخصياً أتمنى أن تنطلق الوزارة لأبعد من ذلك بالتعاون مع إعلام وزارة الخارجية بحيث يكون هناك مركز إعلامي عالمي يتم دعوة القنوات الإعلامية الشهيرة ووكالات الأنباء العالمية له بالإضافة لأبرز منصات الإعلام الجديد؛ أي عدم الاكتفاء بمنح تصريح لمن يطلب بل دعوة الإعلام الأجنبي للحضور أيام الحج ليكون وسيلة نقل وشاهد عيان للواقع، وهو مصدر فخر وتأكيد على ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود يحاول بعض الحمقى إنكارها. ما تقوم به الحكومة السعودية كبير ولا يستطيع عاقل إنكاره، ولكن لابد للمرحلة ومتطلباتها من لغة إعلامية مختلفة، إعلام يبرز الجهد بالأرقام؛ عدد المشاركين في خدمة الحج من كافة القطاعات..، المليارات التي تصرف على التوسعة، وتهيئة البنية التحتية لخدمة الحجاج كم تكلف الدولة...؟؟ خدمات المؤسسات غير الربحية لابد من تبيانها...، وقوف القيادة العليا بنفسها للإشراف على تطبيق خطط الحج لابد من استقرائه..، ربط الموسم الدراسي بالموسم وتفريغ عدد من الكشافة لخدمة الحجاج وبعض المعلمين لابد من إبرازه....،تنظيم الشعائر، أمان الحجاج وسلامتهم، الخدمات الصحية وأفضل الاستشاريين الصحيين تحت خدمتهم مجاناً وغير ذلك كثير ومتنوع.... الإعلام المحايد خير وسيلة لتقديم الصورة الحقة عن تلك الخدمات، ناهيك عن تنوع القراءة لها، وبالتالي خدمة توضيحها لمن يجهلها، خاصة وأن بعض القنوات غير المهنية للأسف تبذل جهدها وبشكل مضاعف لتشويه المملكة خاصة في موسم الحج، واستغلال أخطاء بعض الحجاج وربطها بمؤسسات وأنظمة البلاد ...