بعد أن أقر مجلس الوزراء قبل أسبوعين ضوابط مجلس شؤون الأسرة التي قدمتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، تطلع المختصون والمواطنون إلى هذا المجلس بالآمال المرتفعة، وذلك لحل كثير من الإشكاليات التي يواجهها المجتمع. "الرياض" استطلعت آراء عدد من المختصين والمواطنين لمعرفة أهم الأمور التي يأملونها من المجلس. أولويات الطفولة اعتقدت د. سارة العبدالكريم: أن قضايا الطفل من أهم القضايا التي يجب أن يلتفت لها المجلس، خاصة تلك التي تهدد استقرار الطفل ووجوده، كقضايا إثبات نسب الطفل، التي قد تحرمه من هويته، وتعليمه وعلاجه. وأشارت إلى أهمية الاهتمام ببرامج التثقيف الأسري، ودعم التعليم على مستوى المملكة، وليس فقط المدن الكبرى بها. أما المستشار الأسري ثامر الصالح رأى: أن من أهم الأمور التي يجب الابتداء بها صياغة خطة تربوية للوصول إلى أسرة مربية زارعة للقيم لا راعية تهتم بالطعام والشراب فقط. وتابع: كما ينبغي أن تمكن الأسر منها، وتصل لهم بكل الوسائل: كوسائل التواصل الاجتماعي، والدورات المتخصصة، و القنوات الأكثر مشاهدة، وذلك بهدف أن تمتلك كل أسرة خطة تربوية لها من أجل الوصول إلى مواطن صالح حامل للقيم. واتفقت معه المواطنة إيمان الدوخي، مشيرة إلى أهمية تأهيل الأمهات ليكونوا مربيات، يستطيعون مواجهة تحديات العصر الحديث. فيما أشار د. عبدالوهاب الخميس (أكاديمي وكاتب) إلى ضرورة حماية الطفولة من وسائل التواصل الاجتماعي ومن الألعاب الإلكترونية، وذلك بوضع آليات عملية لحماية الطفل، مع دعم الأبحاث والأنشطة التي تحمي الطفولة خاصة وأن نسبة الأطفال في المجتمع السعودي تقارب النصف تقريباً. كما اقترح الخميس وضع تصنيفات جديدة لما يسمح ويناسب أعمار الأطفال من الألعاب الإلكترونية على أن تعتمد تصنيفات محلية تناسب المجتمع، فالأشرطة الأجنبية تصنف وفق مجتمعاتها. أما منيرة الزومان( خريجة رياض أطفال ومعلمة) فقد أكدت: أنها كأم تتوقع من مجلس الأسرة أن يساهم في حل مشكلة أوقات الفراغ لدى الأطفال بتوفير أنشطة بأسعار مناسبة يمكن للأسرة الاشتراك بها داخل الأحياء. وأشارت إلى الالتفات إلى الألعاب العامة في الحدائق فهي لا تراعي التفاوت في أعمار الأطفال وبعض الألعاب لا تخلق التحدي لدى الطفل وبسرعة يملها، كذلك فهي لا تركز على العضلات التي من المفترض أن تسهم ألعاب الأطفال في تقويتها. المرأة إشكاليات لا بد من أن تحل: أما المرأة فقد أشارت د. سارة العبدالكريم إلى: أن أهم قضاياها المطروحة هي قضايا الأحوال الشخصية، من حضانة و طلاق وانفصال حيث تشكل هذه الأمور أبرز معاناة المرأة التي تحتاج إلى التفات، كذلك فإن قضايا الوصاية والولاية إذا أسيء استخدامها بقصد إضرار المرأة من الإشكاليات التي تحتاج إلى حل. وأكدت د. إلى أهمية التركيز على المشكلات المهمة التي تلامس المرأة، مع ضرورة تجنب الأمور الهامشية والسطحية التي قد لا تشكل معاناة حقيقة للنساء. وأشار المستشار ثامر الصالح إلى: أن قضايا النساء وحقوقهن قبل الزواج وبعده من أهم ما ينبغي التركيز عليه، حيث إن المرأة تتعرض إلى "مصيبة" كما أسمتها، في حقوق رئيسية كالنفقة أثناء الزواج وفي حالة حدوث طلاق، وهي تتعرض في أحيان كثيرة للتعنيف، وسلب للمال بدون حق. أما المحامية نوف اليحيى فقد أشارت إلى أنها تتوقع من مجلس الأسرة أن يساهم في وضع جهة مهتمة بقضايا العنف الأسري وأن تكون جهة فعالة وليست شكلية، بالإضافة إلى وضع مراكز تأهيل للمعنفات وكذلك للسجينات اللاتي يرفض ذويهم استقبالهم بعد الخروج من السجن، والعمل على صرف إعانات لهم. كبار السن.. الأزمة القادمة أشار المستشار ثامر الصالح لأهمية الاهتمام بقضايا كبار السن، حيث وإن كان المجتمع السعودي مجتمعاً شاباً، إلا أن هذه الأرقام ستتغير بعد حوالي عقدين، حيث سيشهد المجتمع نمواً ضخماً لكبار السن، مما يستدعي أن يستعد المجلس لها بخطط منذ الآن. وقد أشار د. عبدالوهاب الخميس إلى ندرة المراكز التي تدعم كبار السن في مدن المملكة، كما أن هناك اختلافاً بين كبار السن في هذه الحقبة عن كبار السن في الماضي، حيث إن غالبيتهم قد نالوا تعليماً عالياً وخبرات في مجال العمل الحكومي، وربما كان بعضهم من أصحاب صناعة القرار سابقاً لذا فان الحاجة هنا أن يركز مجلس الأسرة فيما يتعلق بكبار السن على تدعيم الاستفادة من خبراتهم في الجانب الاستشاري، ومشاركتهم للأنشطة المجتمعية والتطوعية. وقد أكد على أهمية إيجاد برامج رعاية صحية خاصة، وتخصيص أنشطة رياضية تعزز من صحتهم، من أجل التخفيف من المخاطر الصحية للشيخوخة والتي ستعاني منها وزارة الصحة في حال عدم وجود هذه البرامج. أساليب وطرق لحلول أفضل كما أكدت د. سارة العبدالكريم على أهمية أن تكون المشروعات نابعة من الاحتياجات والمشكلات التي تواجه المجتمع، كما ينبغي العمل على أن تكون برامج ثابتة وليست مجرد أفكار مؤقتة سطحية. كما أكد د. الخميس على أهمية الشفافية في طرح هذه المشكلات. كما أشار المستشار ثامر الصالح إلى أهمية أن تكون الحلول واقعية، وتعالج الإشكاليات المحلية، مشدداً على أهمية التكامل في الحلول، فالحل يجب أن تشترك فيه كافة الأطراف المعنية، وبشكل متكامل، حيث إن الحلول جزئية المقتصرة التي تقترحها جهة حكومية واحدة غالباً ما تنتج نوعاً من القصور في الحل، وربما يولد مشكلات أكبر في المستقبل، كذلك لا بد وأن لا يكتفي في الحلول بالتوعية فقط، بل لا بد من وجود الحل الواقعي المدعوم بالتوعية. وزاد: كما ينبغي التركيز على الوصول للجمهور في كل المناطق وعدم التركيز على المدن الكبرى فقط، مع استخدام الوسائل الأكثر شيوعاً من أجل التأكد من أن الحل والتوعية تصل للمحتاج، كاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الأكثر مشاهدة.