تضاربت الرؤى النقدية حول مسرحيات (مرّ القطار) و(نعش) و(ذهان) التي قدمت ضمن فعاليات نشاط الجنادرية المسرحي بمحافظة الطائف، فبالرغم من اجتهاد المخرجين لمحاولة إظهار هذه الأعمال بشكل مميز في الإخراج والأداء إلا أنه صاحب هذه العروض بعض الإشكاليات التي كان من الممكن تفاديها بحسب رأي النقاد، منها ما كان في العنوان أو النص او الإضاءة والديكور ومنها كذلك الأخطاء اللغوية التي وقع فيها الممثلون.. ولكن هذه الملاحظات النقدية لم تغفل الجوانب الإيجابية الاخرى في هذه الأعمال فلكل شيء إذا ما تم نقصان، وهنا نقطة الانطلاق باتجاه نجاحات أخرى مكتملة العناصر.. "مر القطار" المسرحية من تأليف عباس الحايك، إخراج فيصل الحربي، مساعد مخرج البراء خميس، تمثيل محمد بالبيد ومحمد سويدان. يقول الكاتب محمد السحيمي في قراءته النقدية للعمل بالندوة التطبيقية التي تلت العرض المسرحي وأدارها الفنان صقر القرني بحضور مخرج العمل فيصل الحربي، هناك ثلاث إشكاليات أثارها نص المسرحية في العنوان، والرمزية، ولغة الحوار، وقال العنوان من العناوين التي تفضح المعنى، وهذا النص للكاتب عباس الحايك ينتمي للمسرح الذهني، فالنص يقدم فكرة أكثر من الفن، المؤلف لم يترك شيئاً للمخرج، فالمسرح الذهني عيبه المباشرة. مشيراً إلى أنه لا يوجد رمزية ومنها اختياره لأن يكون القطار في دولة أوروبية بمعنى انه فاتنا قطار الحضارة، مشيراً أن النص قُتل بفضح الرمزية وأصبح مشكلة للمخرج كيف يصنع عرضاً حيوياً، وطالب السحيمي مخرج العمل أن يعيد هذا النص وان يتمرد عليه وان يبتعد عن الرموز المباشرة. "نعش" جاءت مسرحية (نعش) بفكرة تتمحور حول مضي هؤلاء الاشخاص إلى موتهم مُكرهين، ويقررون بعد ذلك أن يعودوا للحياة مجددا، المسرحية من تأليف إبراهيم الحارثي وإخراج مساعد الزهراني وتمثيل نخبة من طلاب الجامعة. وفي الجلسة التطبيقية التي تلت العرض المسرحي وأدارها الفنان صقر القرني، بحضور مؤلف النص ابراهيم الحارثي ومخرجه مساعد الزهراني، قال الكاتب والمخرج المسرحي العماني محمد النبهاني أن المؤلف جعلني أتساءل كثيراً بداية من العنوان "نعش" ماذا أراد المؤلف بهذا العنوان؟ هل أراد المؤلف أن يقول هنا النعش هو ليس النهاية، ولكن لنزرع بذرة لنحيا مرة أخرى بفعالية أخرى، مشيراً إلى أن النص محير. وعن العرض قال النبهاني هناك دعوة من المؤلف تبناها المخرج لنحيا مرة أخرى، لنتمرد على الاحباط بداخلنا للهروب من الموت إلى أن نميت ما بداخلنا من علامات اليأس، لافتاً أن المخرج وفق في أشياء كثيرة، ولكنه أدخلني في حيرة، فهو لم يخرج عن النص ويتمرد عليه. واضاف: كان هناك أخطاء لغوية لكنها مقبولة. وانتقد النبهاني الفقرة الكوميدية التي كانت في المشهد الحزين مشيراً انها ليست في محلها. "ذهان" تحدث المخرج والقاص عبدالعزيز العسيري عن -مسرحية ذهان-، قائلاً إن العنوان فضح مكنون النص بذهاب المتلقي مباشرة الى مرض الذهان عند قراءة العنوان فقط وكنت أتمنى ان لا يشرح المؤلف في بداية النص المكتوب عن المكان والزمان والتفاصيل ليترك للقارئ فرصة اكتشاف ذلك من خلال أحداث المسرحية، ويبدو ان النص كتب من فترة طويلة ولا يمكن ان نحاكم كاتب النص في تلك المرحلة، كان يمكن ان يكون النص لشخص واحد فقط (مونودراما) ويبدو ان الكاتب كتبة لشخصية واحدة ثم ادخل عليه مجموعة من الشخصيات وكنت افضل ان يبقى النص لشخصية واحدة ليصبح العمل اجمل وافضل. ومن المميزات لدى المؤلف انه كان لدية وعي كامل بمرض الذهان الذي يعاني المريض به من الهلوسات البصرية والحسية والسمعية من خلال اشارات المؤلف في النص الى مجموعة من الاصوات مثل الاب والرعد والبرق. وأضاف: كان النص مليئاً بالثنائيات السلبية والإيجابية مثل شهقة الحياة وشهقة الموت، كما ان الشروحات في النص الاصلي كثيرة جداً وسببت اشكالية كبيرة، اما بالنسبة للإخراج بما ان للمخرج خلفية سينمائية اثر ذلك على العرض عندما استخدم التقطيع السينمائي. (مرّ القطار) افتقار للمتعة البصرية مسرحية «ذهان» عنوان فضح مكنون النص