أكد أستاذ علم الاجتماع والجريمة المشارك، والطبيب الاجتماعي في كلية الملك خالد العسكرية د. فهد بن علي الطيار أن طلب قطر ومن قبلها إيران بتدويل الأماكن المقدسة بالمملكة ليس جديداً، وقد حدث وتكرر، وكلما ظهر مقترح تدويل تلك الأماكن زاد الجدل الذي تزايد بعدما اتهم وزير الخارجية عادل الجبير، قطر بمحاولة تسييس الحج والعمرة. وتساءل الطيار كيف لدولة تدعي الحفاظ على سيادة دول الخليج وتطلب مثل تلك الإجراءات التي تنم عن مواقف سلبية من قطروإيران تجاه سيادة المملكة التاريخي على الإشراف على خدمات الحج والعمرة. واعتبر الطيار تدويل الحرمين انتهاكاً صارخاً لسيادة المملكة على تلك المناطق التي تتجذر في عمق ومكانة المملكة على مر التاريخ والأديان، وقال ل" الرياض": إن تدويل الحرمين يعتبر أحدث سقطات حكومة قطر، وتريد بذلك قلب الحقائق، وتشويه سمعة المملكة على خلفية المعايير التي وضعتها بشأن الحجاج القطريين، فتدعي أنها تحرم حجاج قطر من أداء المناسك، ولا تعترف أمام شعبها بأن تصرفاتها هي التي أدت إلى منع السفر براً التزاماً من الرياض بما اتفقت عليه مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بمقاطعة نظام الدوحة، هذا إضافة إلى أن المملكة جعلت السفر جواً أمراً متاحاً بما يعنيه من معايير تنظيمية أعلى، ولم تمنع القطريين بتاتاً من الوصول إلى مكة والمدينة. وأوضح د. الطيار أن إيران منذ أن ظنّت أنها دولة إسلامية، بعد ثورة الخميني على الشاه، وهي تسعى إلى الوصول لإدارة الحرمين فتارة بتفجير الحجاج، وأخرى بافتعال الحوادث، وغيرها كثير تورّط فيها دبلوماسيّو طهران وحجاج عاديّون، فقط من أجل أن تتمكن من السيطرة على الحرمين، لتكون ذريعة في فرض مذهبها على المسلمين. وعبر الطيار عن أسفه أن تكون قطروإيران في مستنقع واحد لتشويه المملكة، وقال: إن قطر قد انسلخت عن نسيجها ونسيت تاريخ المنطقة، ومن السذاجة والعيب أن تنفذ الأجندة الإيرانية ليس في دعم الإرهاب فقط، وإنما في التعدي على قبلة المسلمين، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقديمهما هدية لإيران.