عندما ذهبت سائحا مع عائلتي إلى تركيا قبل عدة أشهر، تعرض ابني إلى حادث سقوط من شرفة العمارة التي أقطن فيها هناك، وعلى إثر السقوط من الأعلى تعرض ابني الصغير إلى كسور في الجمجمة وتلف في الدماغ، وقمت بإسعافه إلى أحد المستشفيات القريبة من سكني، وحين أخبرنا القنصلية السعودية في اسطنبول، تفاعلوا سريعا على الفور، وحضروا إلى المستشفى، ونقلو الطفل المصاب إلى أحد مستشفيات اسطنبول العريقة الأكثر عناية ورعاية، وتم له إجراء عملية جراحية معقدة في الدماغ، ورقد في المستشفى عدة شهور، وحين طالت علينا الفترة مع عدم تحسن حالة الطفل المرضية الحرجة، قامت القنصلية السعودية في اسطنبول وطلبت نقل الطفل من تركيا إلى مدينة الرياض، وبالفعل تم بموافقة ولاة الأمر الكرام وحصل الأمر بموافقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- وقام الإخلاء الطبي بنقل ولدي المصاب من تركيا إلى المملكة، ليرقد بإحدى المستشفيات الخاصة على نفقة الدولة متمثلة بوزارة الصحة. ولازال ابني يرقد بالمستشفى نظرا لطرفه الصحي المعقد، وهذا قدر الله وشأنه، ولا اعتراض على أمره سبحانه، ولكني أردت أن أشكر وأقدر وأثمن موقف القنصلية السعودية النبيل في اسطنبول على متابعتهم الحثيثة والدقيقة، منذ أن تعرض ولدي للحادث لهذة اللحظة، وهذا ينم عن اهتمام وحس إنساني ووطني للمعنيين بالقنصلية الذين لم يتأخروا أو يتقاعسوا في التأخير أو التردد، من مد العون والمساعدة والوقوف معنا ليلا نهارا لمتابعة حالة ولدي المصاب إثر هذه الحادثة. فأكثر الله من أمثال هؤلاء المسؤولين الوطنيين المخلصين الذين ساعدونا وخففوا من هول صدمتنا بهذا الحادث ونحن خارج الوطن، نرجو من الله أن يشفى مريضنا وأن الله لا يريهم مكروه بعزيز. والله خير الحافظين... سعودي مقيم في دولة الكويت