لم يفاجأ العالم بما بذله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-حفظه الله- من جهود واتصالات بزعماء العالم من أجل إنهاء القيود التي فرضتها إسرائيل على دخول المسجد الأقصى الشريف، كون مواقف القيادة السعودية منذ عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه إلى عهد الملك سلمان تعطي قضية الحرم القدسي الشريف والقضية الفلسطينية أولوية في سياساتها الثابتة ومواقفها الدولية، وها هي الإشادات بمبادرة خادم الحرمين تتواصل من العالم العربي والإسلامي. ولكن في الجانب المقابل والمخزي عربياً وإسلامياً ودينياً تقدم زمرة المخلوع صالح والحوثي على إطلاق صاروخ باليستي تجاه قبلة المسلمين في مكةالمكرمة وللمرة الثانية. فأول من أمس أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن عن تمكن قوات الدفاع الجوي في التحالف من اعتراض صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية باتجاه منطقة مكةالمكرمة، في محاولة يائسة لإفساد موسم الحج. وقالت القيادة في بيان لها: تمكنت قوات الدفاع الجوي مساء الخميس 4 ذو القعدة 1438 الموافق 27 يوليو 2017، من اعتراض صاروخ باليستي أطلقته المليشيات باتجاه مكةالمكرمة، حيث جرى اعتراضه فوق منطقة الواصلية بمحافظة الطائف 69 كلم عن مكةالمكرمة، دون وقوع أي أضرار ولله الحمد. وأكدت قيادة التحالف، أن استمرار تهريب الصواريخ إلى الأراضي اليمنية يأتي بسبب غياب الرقابة على ميناء الحديدة، وسوء استخدام التصاريح التي يمنحها التحالف للشحنات الإغاثية والبضائع. في وقت يعجز المجتمع الدولي عن اتخاذ قرار لمنع تلك الانتهاكات التي تطيل أمد الحرب وتعرض حياة المدنيين للخطر. وجاءت ردة الفعل غاضبة من العالم الإسلامي تجاه الاعتداء السافر والمحاولة البائسة لإفساد موسم الحج، وهي محاولة إيرانية ينفذها المخلوع والحوثي من خلال الدعم اللوجستي والعسكري لاولئك المارقين. وقال رئيس جمعية مجلس علماء باكستان الشيخ د. طاهر محمود الأشرفي، في بيان صادر عن الجمعية، بمدينة لاهور، إن محاولة الميليشيات الحوثية استهداف مكةالمكرمة، بإطلاق صاروخ باليستي، يعد استفزازاً لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض، وعملاً إجرامياً من المستوى الدنيء، تجاوز كل الحرمات، وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية. وأضاف أن هذه المحاولة الإجرامية من جانب الميليشيات الحوثية، تدل على الأهداف التي يسعون لها، لمحاربة الإسلام وانتهاك حرمة المقدسات، مفيداً أن استهداف حرمة قبلة المسلمين ومهبط الوحي، جريمة لم يسبق الحوثيون فيها أحد، سوى القرامطة الذين قتلوا المسلمين في الحرم، وسرقوا الحجر الأسود من الكعبة. وحذر الأشرفي من مخططات القوى الإقليمية التي تدعم الميليشيات الحوثية الإرهابية، مؤكداً أن التطور الأخير يدل على أن هذه القوى تكيد كل المكائد لانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية، وضرب الأمن في البلد الذي جعله الله سبحانه وتعالى آمناً.