ابتدأ عرض الجزء السابع من المسلسل الأكثر مشاهدة في العالم "لعبة العروش-Game of thrones" بعد تأجيل عرضه هذا العام من شهر أبريل إلى يوليو في انتظار غير مسبوق من الجمهور العريض للمسلسل، والذي شكل لهم خروجاً عن النسق المألوف لطبيعة المسلسلات التلفزيونية. اعتمد الكاتب جورج مارتن مؤلف العمل على الجمع بين المتناقضات؛ الحرية والعبودية، القسوة والرحمة، السياسة والدين، وقد أدخل الخيال بشكل غير طاغٍ فلم يفسد الجو الملحمي التاريخي للقصة، بل استطاع التوليف بين الواقعية والفنتازية، وإدارة الأحداث بين الهموم الشخصية للمتناحرين على العرش الحديدي، وبين الخطر المرتقب من جيش الموتى وقادتهم السائرين البيض الذين يهدد عبورهم للجدار الجليدي بفناء البشرية، مع هذه السلسلة التي يراها البعض دموية جداً. الحلقة الأولى من الموسم السابع جاءت كمراجعة لآخر الأحداث التي انتهى بها الموسم السابق، وهي بداية هادئة على عكس طابع المسلسل الذي يعتمد عنصر المفاجأة والخروج عن السيطرة، والأبطال المحوريين الذين تمكنوا من النجاة حتى هذا الموسم وأصبحوا يمثلون أقطاب الجبهات المتنازعة لم يكن لهم حضور بارز يرضي عشاق تلك الشخصيات، ولكنه مسلسل غير المتوقع، وقد تحمل الحلقات الست القادمة ما يقلب هذا الهدوء الى إعصار. يقع خلف هذا القصة المحفزة للخيال الكثير من الرسائل الضمنية، وعلى المشاهد التحليق والمقاربة بينها وبين الواقع العالمي اليوم، وأهم ما يبعث به للمتابعين هو مقاومة الأخطار المحدقة بالبشرية التي رمز لها "مارتن" بجيوش الموتى التي تريد النفاذ من خلف الجدار، وقد تكون أزمة المناخ والتلوث البيئي اليوم هي أكبر خطر محدق بالحياة على الأرض، فيما تستمر دول العالم في صراع لا يفتأ بينها، والتقليل أو التأجيل من شأن خطورتها، هو ما يبرزه الكاتب من خلال ردود فعل من لم يشاهد تلك الجيوش رغم التحذيرات المنتشرة من جنود الجدار الجليدي الذي يحمي القارة الخيالية منهم. المسلسل رحلة غير مسبوقة نحو الخيال والدراما والقدرات التمثيلية والتصويرية المتميزة، وهو حقاً يستحق المتابعة.