أطلّ الشيخ تميم حاكم قطر "المفترض" بخطابه في 21 يوليو 2017، وهو في غاية الارتباك والانهيار، في كلمة أفضل ما توصف به (تمخّض الجبل فولد فأراً) بالهزيلة والمضطربة وتكرّس التناقض الذي يفضح السلطات في الدوحة وكذبها وخداعها، ويؤكد على إصرار تنظيم الحمدين على ذات سياسته وسلخ قطر والرمي بالشعب القطري في غياهب نوايا أصحاب العمامات السود والطرابيش الحمر. صحيحٌ أنّه لم يتوقع المتابع السياسي والمشفقون على مصير الشعب القطري من كلمة حاكمهم "المفترض" أكثر من معرفتهم الواقعية بشخص الشيخ تميم وقدراته سواء الشخصية كانت أو الحاكمية الفعلية! وفِي المقابل ثبتت توقعاتنا من كلمة وخطاب تميم من منطلق معرفتنا ببواطن وأسلوب معدّ وصاحب الكلمة الحقيقي أمّا المدربون عليها فليس المعدّ أو المُلقي بأفضل حال منهم فالجميع ثبت رسوبه سياسياً ولغوياً والمزيد. لا يوجد هناك لافت في كلمة تميم على قدر التكريس لمفردات التوتر والتناقض الذي يعكس سياسة ونهج تنظيم السلطة في الدوحة؛ ليس ابتداءً من وضع وإظهار صورة والده حمد بن خليفة ووالدته موزة المسند واستهلال كلمته بشكر والده وسرد إنجازاته وكثير من التفاصيل الخارجة عن موضوع الكلمة المفترض والمناسبة بهدف التذكير والتحذير ولكسب أكبر فئة من الشعب في مخاطبة للوجدان القطري وإعطاء إطار للولاء والإخلاص المفقود الذي ينفيه واقع الانقلاب المتوارث في التنظيم الحمدي ومحاولة لتطمين النظام القطري من مخاوف قلب الشعب الطاولة على النظام وإلقامه من ذات صنعه وإرثه الإنقلابي. التلعثم الذي كان السمة الأخرى المصاحبة للتناقض والانهيار في كلمة تميم ظهرت بصوت صاخب في أهم مفردتين تشكلان أكبر قلق حالي لتنظيم الحمدين وهما الأمن والاستقرار بينما كان حاكم قطر المفترض يكاد يغص بهما وهو يتهجاهما من الاوتوكيو التي أمامه مباشرة للأعلى وبالكاد عيناه لم تتحركا من النظر في شاشتها ويفسرّه ردّة فعل النظام الأولية فور قرار الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب بقطع علاقاتها مع قطر الاستعانة بالجيش التركي وإقامة قاعدة له وفتح أبواب قصر الوجبة للحرس الثوري! أما مفردات الغرور - المجمتع - الهوية الانتماء - الإنسانية - تنمية الإنسان - حسن الجوار - مجلس التعاون إلخ... من المفردات التي لجأ إليها معد وكاتب كلمة تميم الفضيحة لم تكن إلا كلمات تعرّي الاستمرار في محاولات اللعب على وتر المشاعر بعدما سقطت كل أوراق التوت عن هذا النظام المصرّ على الاقتيات على دماء الشعوب وتشتيتها ودعم الإرهاب ورعايته وتمويله وتهديد أمن واستقرار المنطقة والعالم.