بدأت مؤسسة بدر بن عبدالمحسن الحضارية أول أعمالها في مجال الإبداع الثقافي والفني في مهرجان سوق عكاظ في دورته الحادية عشرة، وقد كان العمل انطلاقة مهمة للمؤسسة وركيزة أساسية في العمل الإبداعي على مستوى الوطن. ومؤسسة بدر بن عبدالمحسن الحضارية مؤسسة ثقافية غير ربحية، تكمن رؤيتها في نشر الثقافة والفنون، والنهوض بالإبداع السعودي داخل المملكة وخارجها، والوصول به إلى أعلى المراتب عالمياً، والمساهمة في دعم الهيئات والمؤسسات المعنية به. إبداعٌ ثقافي تميز سوق عكاظ في دورته الحادية عشرة بدهشة الورد والكلمة واللون، وذلك عبر إحياء السوق التاريخي الحضاري؛ والذي يعكس تراثنا العربي الأصيل، الذي يضم قصصاً تستحق أن تروى ومعلقات شعرية ذاع صيتها في هذا المكان، فكان شاهداً على الكلمة، موثقاً للإبداع. ومن هذا الإرث الجمالي قام صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن عبْر مؤسسة سموه الحضارية بإعداد حفل افتتاح مهرجان سوق عكاظ 11، ضمن عملٍ إبداعيٍّ فريد يجسد دهشة الشعر والغناء معاً. حيث قامت مؤسسة بدر بن عبد المحسن الحضارية بتطوير حفل افتتاح مهرجان سوق عكاظ في دورته الحادية عشرة 1438ه، من خلال إعداد عمل فني شعري وغنائي لحفل الافتتاح، تضمن العمل كتابة المشاهد المسرحيّة والعمل الفنّي والإشراف والمتابعة الفنيّة والإدارية، إضافة إلى إعداد برنامج النابغة الشعري التلفزيوني والذي سيبث عبر محطة mbc في دورة قادمة. وقد كان التطوير برؤية وأفكار جديدة تمثل ثقافتنا الوطنية وتنطلق بها إلى آفاق جديدة. هنا الشِّعر والشُّعراء يؤكد صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن في إعداده للحفل الغنائي أهمية التراث الحضاري، وما لدى المملكة العربية السعودية من جذور متأصلة في الشعر، كيف لا وهي موطن الشعراء الذين أثروا الذائقة العربية بأمهات القصائد في مكان واحد وخيمة شعرية واحدة في سوق عكاظ، هذا المكان الذي يجسد تاريخاً شعرياً أصيلاً ليس فقط لوطننا الحبيب وإنما للعالم العربي أجمع، ويظهر هذا جلياً في خلفيات مشاهد المسرحية الشعرية لافتتاح مهرجان سوق عكاظ عبر قراءة باقة من المعلقات والقصائد الشعرية من عصور مختلفة، وقد تمت قراءتها بصوت الأستاذ عبدالله سنكر حيث كانت بمثابة فواصل شعرية لفصول المسرحية. دهشة الشِّعر الشعر هو السمة الغالبة في حفل مهرجان سوق عكاظ، وما ميز المهرجان في دورته الحادية عشرة هو قصيدة كتبها صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن خصيصاً للمهرجان بعنوان "دهشة الورد"، قام بغنائها على مسرح سوق عكاظ الفنان عبدالمجيد عبدالله، وهي من تلحين الفنان ياسر أبو علي، كما كتب سموه قصيدة وطنية بعنوان "يا دار"، وهي "شيلة" مطورة أداء الفنان حسين اليامي وفرقته الموسيقية، بإشراف وتنفيذ الفنان الدكتور عبدالرب إدريس، كما تضمن الحفل قصيدة "عطر الناس" وهي من كلمات الشاعر محمد جبر الحربي، وقام بغنائها الفنان رامي عبدالله، وقد لحنها الدكتور عبدالرب إدريس على لون المجرور الطائفي. وقد ربطت هذه الأعمال الفنية بمشاهد مسرحية أعدها الأستاذ عبدالرحمن الحمدان، وكذلك مقاطع شعرية فصحى. وتابع إعداد العمل وأشرف عليه شخصياً سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن، وسانده كل من الأساتذة محمد جبر الحربي، وعبدالرحمن الحمدان وناصر السبيعي، وقال الشاعر محمد جبر الحربي مدير رواق الإبداع في المؤسسة: إن جهد مؤسسة البدر كان محصوراً في حفل الافتتاح، ولم تساهم في بقية مناشط سوق عكاظ المتعددة، وأنها تلقت كل الدعم والمؤازرة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، التي تولت مسؤولية سوق عكاظ 11، وأوكلت مهمة الحفل الغنائي لمؤسسة البدر الحضارية. كما أكد الحربي أن مؤسسة بدر بن عبدالمحسن الحضارية مؤسسة خيرية غير ربحية، وأن العمل نفذ في وقت قياسي لم يتجاوز ستة أسابيع. وشكر الحربي شركةmbc على تعاونها الكامل، وتهيئتها الكوادر الفنية المميزة لإنجاح العمل. وقال إن أي عمل جديد سيجد المؤيدين والمعارضين، المتذوقين المسرورين به، والناقدين غير المحبذين له كلياً أو جزئياً، وفي هذا التناقض والجدل ما يفيد التجربة، ويثريها، لتكون أجمل وأقوى في العام القادم، فنحن نتقبل الإطراء بالشكر، ونستدل به على مكامن نجاحنا، وكذلك نتقبل النقد الهادف ونجد فيه ما يصحح قصورنا أو أخطاءنا إن وجدت. محمد جبر الحربي