جميل جداً أن يحاول الحكم السابق إبراهيم النفيسة تقديم نفسه في دائرة التحكيم من جديد وأن يرسل نصائحه للمقيمين والمراقبين بنبذ التعصب والتحلي بالعدالة والالتزام بالأخلاق، ولكن من غير المستساغ عندما يتذكر المتابع الرياضي ماضي النفيسة الذي لم يستمر بالتحكيم، وكان أحد الأرقام الفاشلة في مسيرة الرياضة السعودية بدليل أنه لم يستمر طويلاً في حمل الشارة الدولية، وفوق هذا حرصه على ارتداء شعار فريقه المفضل وهو لم يخرج من مهنة تقييم الحكام ومراقبتهم، ما يعني أنه عندما فعل ذلك فهو يهيم بحبه إلى درجة التعصب، ربما يُقبل ذلك من مشجع أو إعلامي لايزال تحت تأثير صوت المدرجات وتوجيهات الإدارات والشرفيين، ولكن من حكم يفترض فيه البعد عن التعصب والتقيد بالنصائح التي وجهها لزميله المقيم حمد الخربوش فهذا فيه تناقض كبير وخروج عن المألوف وعشق النفيسة للنادي الأصفر، والدليل على إخفاق هذا الحكم وتعصبه أنه لم يستمر طويلاً في التحكيم وانحصر دوره في المراقبة والتقييم وهما المهنة الأصعب، ويحتاجان إلى شخص متمرس وخبير يحظى بالقبول وليس لديه سوابق في رفع علم التعصب ومطاردة المعلقين والتأكيد عليهم بعدم إطلاق الألقاب على الأندية المنافسة لناديه؟ من الممكن أن نقبل هذه النصائح التي أسداها النفيسة من حكم متمكن له سمعته الدولية وخبرته العريضة وارتياح الأندية واللاعبين له ولكن من النفيسة نفسه فهنا علينا أن نردد (لا تنه عن خلق وتأتي مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم). يعرف الجميع ونحن نعرف أن النفيسة يمثل له فريقه الشيء الكثير وأنه يتأثر بخسارته ويفرح وربما يحتفل بهزيمة المنافسين، ولكن أن يتحول إلى واعظ ومنظر بعيداً عن التطبيق وعن الالتزام بالحياد وعدم التباهي بارتداء الشعار الأصفر والأزرق أمام المصورين فهذا يعني استمرار عدم الثقة بمثل هذه النماذج وأن ملاحظاتها وتوصياتها من خلال التقييم والمراقبة من الممكن أن تكون ناقصة "مع أو ضد"، وليت هذه النصائح وفرها لنفسه عندما كان حكماً يحف مسيرته الفشل الكبير والأخطاء المؤثرة، وحتى عندما تمسك بالتحكيم ووضع نفسه مقيماً ومراقباً من دون أن يقتنع بواقعه التحكيمي وتجربته غير الجيدة وايمان الشارع الرياضي بفشله المتكرر، ولو فعل ذلك سيعتبره الرياضيون بالفعل في مستوى نصيحته وعند كلمته، ولكن مثله وبقية حكام انتهوا قبل أن يبدأوا فالنصائح التي يقدمونها تبدو محرجة لهم أكثر من أي شيء آخر، والرياضي المتابع الباحث عن رياضة متطورة وتحكيم نستغرب جداً بقاء مثل هؤلاء في سلك المراقبة والتقييم لأن أجيال التحكيم التي يعتمد عليها تحتاج إلى خبراء وأسماء دولية مؤثرة، تؤثر في أداء وشخصية الحكم نحو التألق، فهل تستوعب اللجنة أن بقاء الحكام الفاشلين المعتزلين أو المعزولين بالقرب من التحكيم لا يمكن أن يبني أجيالاً وأسماء تنقل التحكيم السعودي إلى العالمية إنما تعيقه كثيراً وتقدم لنا منتجاً ضعيفاً لا يمكن أن تتجاوز إدارته للمباريات المحيط المحلي والأقليمي. نعم حان الوقت لترتيب الأوراق وأن تكون البداية من نصائح النفيسة للحكام وأن تعتمدها لجنة الحكام الرئيسية كورقة عمل فالتعصب الذي رفع رايته النفيسه وبقية أسماء انكشفت في بداية المشوار وقبل أن يتمكنوا من التحكيم واللجنة بفضل الكوارث التي ارتكبوها يجب أن لا يكون له وجود على الإطلاق وأن تكون مرحلة البناء الجديدة من حيث رسالة النفيسة للحكام لأنه عاش مراحل التعصب وعرف كيف يؤثر على القرارات ويهضم حقوق بعض الفرق خصوصاً عندما تكون منافسة لأندية بعض الحكام. عموماً من غرائب الوسط الرياضي السعودي أن المتعصب هو من يحلل وينظر وينصح، والفاشل هو من يدير العمل لذلك لا غرابة أن يعم الفشل الجميع وأن تعيش رياضتنا وسط دائرة ضيقة لا تدري كيف تخرج منها إلى المسار الصحيح