شن كتاب وسياسيون سودانيون هجوما على دولة قطر، معتبرين أنها أساءت تقدير الموقف وهي تصر على التغريد خارج سربها الخليجي مما قاد إلى الأزمة القائمة حاليا، وانتقد كاتب عمل سابقا في القصر الرئاسي بشدة استقبال أمير قطر تميم بن حمد لمدعية المحكمة الجنائية فاتو بنسودا في الدوحة. وشن رئيس المكتب الصحفي الأسبق في الرئاسة السودانية محجوب فضل بدري في مقال نشر بصحيفة الرأي العام الصادرة في الخرطوم هجوما عنيفا على الدوحة على خلفية استقبال تميم لمدعية الجنائية الدولية، قائلا إن قطر تراهن على جواد خاسر لأن المحكمة نفسها في حالة موت سريري بعد أن لفظتها الدول الأفريقية وابتعدت معظمها عن عضويتها. وقال يحق لنا بعد الآن أن نعتبر أي دعم قطري للمحكمة الجنائية الدولية موجه ضد السودان وضد الموقف الأفريقي الذي يقاطع هذه المحكمة". واعتبر البدري أن قطر لا تعرف قدر نفسها لأنها لم تكن فى العير ولا النفير عندما قامت السعودية بالمنافحة عن القضية الفلسطينية بمالها ورجالها، مشيرا إلى أن قرار قطع الإمدادات البترولية عن الدول المساندة لإسرائيل هو قرار سعودى لحماً ودماً". وأضاف "سوء تقدير قطر هو وقوعها فى تبني وجهة فصيل فلسطينى دون فصيل، ناصحا الدوحة بمراجعة سياساتها، وقال إنها في السابق تعهدت بذلك ثم نكصت على عقبيها، وها هى الفرصة ماتزال تلوح أمامها للحل. ومن جانبه قال عضو البرلمان السوداني المهندس مصطفي مكي العوض في مقال آخر نشر بالخرطوم إن الحل الأمثل الذي يتمناه الجميع هو أن تحل الأزمة في إطار سلمي وسريع في نفس الوقت، وأن تكون بداية لاتفاق إسلامي يجنب المنطقة التدخلات الخارجية. واعتبر العوض أن قطر لعبت خلال العقدين الماضيين دورا رسم لها بعناية ونفذته بدقة وهو تكريس الانقسام داخل الدول العربية والإسلامية وبدأته بفلسطين عندما دعمت حماس وكرست الانقسام بين غزة والضفة. وأشار إلى أن ذلك كان يمثل حلما إسرائيليا إلى جانب دعمها لثورات الربيع العربي التي أدت لإنهاء الدول العربية التي لها قوة عسكرية ضاربة، لافتا إلى أنه حتى تدخلها في إقليم دارفور غربي بلاده يتجه لتكريس أوضاع انفصالية قادمة، وقال العوض إن قطر جمعت خلال العقدين الماضيين الكثير من المتناقضات فبينما ظلت الداعم الرئيسي لحماس احتفظت لنفسها بعلاقات متميزة مع إسرائيل ومن جانب آخر دعمت فصائل المعارضة السورية ولكن لها علاقات حميمة مع إيران و"حزب الله" الداعم الأساسي للنظام السوري وغيرها من التناقضات. وفيما يخص العلاقة مع إيران قال إنه على الرغم من الأطماع الإيرانية الظاهرة في الخليج لكن تجد أن قطر هي الراعية للمصالح الإيرانية في الدول التي لا يوجد فيها تمثيل دبلوماسي إيراني. وأضاف "عندما حدث قطع العلاقات الإيرانية السودانية نجد أن قطر هي من رعت المصالح الإيرانية في السودان على الرغم من موقف مجلس التعاون الخليجي التي هي عضو فيه من إيران".