قبل خمس سنوات وتحديداً في نوفمبر 2012م شاركت بورقة بحثية بعنوان: إستراتيجيات الإسلام السياسي وتهديدها لأمن الخليج وقدّمتها في البرنامج العلمي المصاحب لفعاليات مؤتمر ومعرض الإمارات للأمن بإمارة دبي وبحضور وتمثيل وفود رسمية من مختلف مؤسسات وأجهزة دول الخليج الأمنية والخارجية ومسؤولين من عدد من الدول وممثلين للسفارات الأجنبية. ولا يزال يحضرني ويحضر عدد من الحضور كيف امتعض وغضب الوفد القطري حينما تناولت في محور تحليل العلاقة بين تنظيم الإخوان وأدوات التغيير في الخليج وأشرت إلى سياسة النظام القطري وأدواره في هذا المخطط التآمري وبضرب بعض الأمثلة حينذاك والتي لم تعد سراً وقد تم كشفها سوى أنّه قد تفاجأ الوفد القطري من الحديث عنها أمام ملأ في محفل شبه رسمي وبظنّ الدوحة أن المواجهة بها خلف الأبواب المغلقة ذاك الزمن ستستمر أو ستنطلي سياسة مراوغة النظام القطري ومخادعته طيلة السنوات العشرين وأكثر وتآمراته الخبيثة ودعمه للإرهاب وتمويل جماعاته. الإخوان وإيرانوقطر؛ هذا المثلث الإرهابي الذي اكتملت أضلاعه على مخططهم التآمري ضد المملكة ودول الخليج الداعمة لمكافحة الإرهاب ورغم أن المتتبع لعلاقة تنظيم الإخوان بولاية الفقيه والنظام الإيراني يدرك أنها علاقة قديمة أزلية تمتد لنحو أكثر من ثمانية عقود سوى أن الفارق الجديد هو المطيّة نحو المملكة والبيت الخليجي المتوحد بدوله وشعوبه النظام القطري ممثلاً في تنظيم الحمدين! ففي خارطة المصالح التقت مصالح إيران مع قطر والإخوان والإدارة الأميركية السابقة في التغيير، شرط أن لا يمتد التغيير إلى إيران وحلفائها. بل يبقى محصوراً تحديداً في دول الخليج المستهدفة الداعمة لمكافحة الإرهاب وجمهورية مصر العربية، لذلك قامت إيران والنظام القطري بدعم الحركات الشيعية وتمويل العمليات الإرهابية والتحريض في السعودية والبحرين تمهيداً لدور سياسي لهذه الحركات لمرحلة ما بعد التغيير الذي كانوا يخططون له أو على الأقل استخدامها كأوراق ضغط على الدول الخليجية في الوقت الحاضر حيث تحاول إيران دمج الحركات الشيعية في الحركات المطالبة بالتغيير حتى لا تتمكن دول الخليج من مواجهة الحركات الشيعية بمفردها ومن ثم استدراج دول الخليج إلى صراع متعدد الجهات. وللحديث بقية