لا مناص من أن اختيار الأمير الشاب محمد بن سلمان ولياً للعهد في هذه المرحلة الهامة تحديداً يجّسد مضي المملكة العربية السعودية بروحها الشبابية نحو بناء مستقبل أكثر إشراقاً ونهضة تنموية اقتصادية تواكب الآمال المعهودة والتطلعات المنشودة, وتنسجم مع التحولات الاقتصادية ومتغيرات العصر التي يشهدها العالم اليوم, خاصة وأن الأمير محمد بن سلمان نهل من مدرسة والده العلوم القيادية والتربوية والإنسانية واكتسب من سلمان العزم والحزم.. الخبرة والحنكة ومكونات الإدارة العصرية التي انعكست (بنيوياً) على صقل شخصيته الكارزمية التي باتت اليوم تحظى بمكانة عالمية رفيعة ومرموقة بما يمتلكه سموه الكريم من صفات القوي الأمين.. من فكر مستنير أبدع في التخطيط الإستراتيجي, وصياغة الرؤىة الاستشرافية التي ستعبر بالاقتصاد الوطني إلى عالم الريادة والابتكار والتقدم المنشود, لاسيما أن عرّاب الهيكلة الاقتصادية والتخطيط المبكر لمرحلة ما بعد النفط الأمير محمد بن سلمان.. جسّد قدراته الفائقه وكفاءته العالية, وحسه الرفيع في إدارة ملفات ساخنه, وقضايا اقتصادية وسياسية في غاية الصعوبة والتعقيد.. ويقف على سنامها قيادته بكل براعة ملف (رؤية المملكة 2030) والأنشطة الاقتصادية المرتبطه بها, فاستحق لقب مهندس الرؤية (2030) وبرامج التحول الوطني التي تسعى من خلال زيارته الخارجية للدول الصناعية والاقتصادية المتقدمة إلى توطيد وفهم الرؤية وتعزيز العلاقات بين كافة الدول لتطبيق معطيات ومكتسبات هذه الرؤية على أرض الواقع, وبالتالي تنويع مصادر الدخل للمجتمع السعودي الفتي الذي يعيش في واقعه المعاصر مرحلة شبابه باعتبار أن الفئة الشبابية تشكل في تركيبته الديموغرافية (السكانية) مايقارب 65% من هرمه السكاني, وفي السياق الاجتماعي يلاحظ في شخصية الأمير محمد بن سلمان الاجتماعية والخيرية تأثره بوالده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - في مجال الأعمال الإنسانية والاجتماعية.. ولعل تأسيس سمو ولي العهد الأمين -حفظه الله - لمؤسسة خيرية تحمل اسمه وهي مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك الخيرية) التي يترأس مجلس إدارتها وتهدف إلى دعم وتطوير المشروعات الخيرية الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع السعودي من خلال تمكين الشباب السعودي وتطويرهم وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والقطاعات الاجتماعية والتقنية. فضلاً عن مساهماته الخيرية اللا محدودة من خلال المناصب التي يشغلها.. تظهر وبجلاء اهتمامات الأمير محمد بن سلمان بالأعمال الخيرية ودعم اتجاهاتها الإنسانية النبيلة, وأخيراً وليس آخراً أرفع أكف الضراعة للخالق العظيم.. سائلاً الله العلي القدير أن يوفق سمو ولي العهد الأمين, وأن يمده بالعون والسداد لإكمال مسيرة النماء والبناء, ويديم على هذا الوطن الغالي نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل قيادته الحكيمة.