فقدنا بهجة العيد مع الدم، كيف نفرح ومليشيا الحوثي وصالح تذبحنا كل يوم؟، هكذا يصف سكان مدينة تعز حال أبناء المدينة وكافة المناطق اليمنية التي تتعرض لحرب إبادة تشنها مليشيا صالح والحوثي منذ أكثر من عامين. ويخيم الحزن على أجواء العيد في بلد حطّم الانقلاب الدموي أهازيج العيد وطقوس الفرح فيه، إذ يفتقد اليمنيون لكثير من المآذن التي كانت تصدح بتكبيرات العيد، فهي لم تعد موجودة بعد تفجيرها من قبل الحوثيين، حيث كشف تقرير برنامج التواصل مع علماء اليمن عن أن 299 مسجداً في عدة محافظات تعرضت للتدمير والتفجير بالكامل، بينما تعرض 24 مسجداً لأضرار بليغة وتهدمت أجزاء من جدرانها، فيما حولت المليشيات 146 مسجداً إلى ثكنات عسكرية للقتل والتدمير ومقرات للقناصة. هناك ايضاً كثير من المظاهر والطقوس العيدية غيبتها الحرب الانقلابية عن اليمنيين، فضلاً عن المعاناة البالغة، وارتفاع الأسعار التي منعت مئات الآلاف من شراء الحلويات والمكسرات والملابس، حيث شهدت ارتفاعاً جنونياً منذ بداية الانقلاب، الأمر الذي جعل عملية شرائها تبدو ضرباً من البذخ بالنسبة لليمنيين الذين حولتهم حرب الانقلاب إلى ضحايا. وفي المقابل تبدو ملامح البذخ على قيادات الحوثي الذين احتكروا السوق السوداء ونهبوا الإيرادات ومارسوا عملية نهب منظم للمساعدات الإنسانية والإغاثية، ناهيك عن نهب مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين طيلة تسعة أشهر وفرض جبايات بمبالغ طائلة على التجار وقد بدت عليهم بفعل ذلك مظاهر غناء فاحش. ويقول أحد النازحين ل"الرياض" إن العيد بالنسبة اليه هو العودة إلى منزله بعد عودة الدولة والشرعية وخروج المليشيات التي تهدد حياته. وتنوعت تداعيات وتأثيرات الانقلاب على مستوى تقاليد الأطفال، حيث جندت المليشيات الآلاف منهم، وحرمتهم من الحدائق بعد تحويلها إلى ثكنات عسكرية، حتى فقدوا براءتهم وأصبحوا يفضلون الألعاب القتالية ويحاكون الاشتباكات بالأسلحة البلاستيكية، ما يدل على حجم تأثير الحرب الانقلابية على نفوس الأطفال. سياسياً، جددت الحكومة اليمنية، أمس، التزامها بالسلام، داعية المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومجموعة الدول ال18 الراعية للعملية السياسية في اليمن لممارسة الضغط على الانقلابيين للانخراط بنية صادقة وبشكل عاجل لاستئناف محادثات السلام. وأكدت مندوبية اليمن الدائمة في الأممالمتحدة مجدداً دعم الحكومة الكامل للمقترحات الأخيرة التي قدمها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ الهادفة لإيقاف نزيف الدم اليمني وعودة الشرعية الدستورية وتحقيق الاستقرار وفقاً للمرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تؤكد على الدولة الاتحادية من ستة أقاليم وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2216. بدوره، أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر أن تحرير محافظة عدن ما كان ليحدث لولا الدعم المستمر والمتواصل من التحالف العربي. وأشار بن دغر إلى أن الاحتفاء بالذكرى الثانية لتحرير العاصمة المؤقتة عدن من سيطرة المليشيا ومشروعها الطائفي مناسبة لتخليد الدور الشجاع والصادق لدول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة. كما أصدر بن دغر قراراً بشأن تشكيل لجنة مشتركة في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحررة. وأوكل القرار إلى اللجنة النظر في الادعاءات المتداولة حول الانتهاكات لحقوق الإنسان في المناطق المحررة واقتراح الردود الممكنة على تلك الادعاءات ووضع آلية لمعالجة وحل أي إشكاليات مستقبلية بهذا الشأن. إلى ذلك، نفت وزارة الخارجية الإمارتية التقارير الكاذبة التي زعمت وجود سجون في جنوب اليمن تحت إشراف قوات تابعة لها. وأكدت وزارة الخارجية الاماراتية في تغريدة على تويتر "رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لما ورد في تقرير عن وجود سجون سرية في جنوب اليمن تدار من قبل قوات الإمارات".