احتشد أكثر من مليون مصل في رحاب المسجد النبوي وساحاته الخارجية لأداء صلاتي العشاء والتراويح وحضور دعاء ختم القرآن الكريم وسط أجواء إيمانية روحانية، غشت أفئدة المصلين الذين توافدوا منذ وقت مبكر إلى رحاب الحرم الشريف تواكبهم منظومة متكاملة من الخدمات التي تقدمها مختلف الجهات لخدمة قاصدي الحرم الشريف , بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله -، وإشراف ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد . وقد أم الشيخ صلاح البدير المصلين في التسليمات الخمس الأخريات لصلاة التراويح ودعا بعد ختمه القرآن الكريم أن يتقبل من المسلمين الصيام والقيام، وأن يستجيب دعاءهم، وأن يختم لهم الشهر الكريم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يحفظ أمن بلادنا وعقيدتنا وولاة أمرنا وعلمائنا وأن يجعل بيعة ولي العهد بركة على الشعب والأمة الإسلامية. فيما ارتفعت أكفّ المصلين ولهجت ألسنتهم متضرعين إلى المولى عز وجل أن يمنَّ عليهم بالعفو والمغفرة والرضوان، وأن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين وبلدان المسلمين، وقد برزت في هذه الليلة المباركة روابط الأخوة والتسامح التي تجمع المسلمين على اختلاف ألوانهم وأعراقهم، ممن قدموا من أصقاع الدنيا إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ضاعفت الجهات الحكومية الأمنية والخدمية والتطوّعية من خدماتها، كما بذلت وكالة المسجد النبوي جهودا في مجال إرشاد الزائرين وتنظيم وصولهم والدخول عبر البوابات, وتكثيف خدمات السقيا والتكييف وتنظيم الحشود, لمواكبة كثافة الزوار والمصلين الذين توافدوا مبكراً إلى الحرم الشريف , بالإضافة لعشرين ألف معتكف , وتأتي ترتيبات الوكالة امتداداً لخطتها التشغيلية للعشر الأواخر من رمضان، حيث تم فرش جميع المسجد النبوي وسطحه والأجزاء المخصصة للصلاة في الساحات, وتجهيز المساحات المخصصة كمصلى للنساء, كما تم فتح الممرات في الساحات وداخل المسجد والسطح, ونشر المراقبين الميدانيين لتنظيم صفوف المصلين وتوجيههم للأماكن الخالية , وتوجيه النساء لأقسامهن والساحات المخصصة لهن. ونجحت الجهات الأمنية في تطبيق خطة ترتكز على تنظيم تدفق المركبات إلى محيط المنطقة المركزية، ومواقف الحرم بشكل انسيابي، وعبور المشاة باتجاه الحرم من جميع المحاور والاتجاهات بسهولة ويسر، وحرصت جميع الجهات المعنية على التواجد مبكراً بمختلف كوادرها حيث تولى أفراد المرور التأكد من فتح الطرقات أمام المشاة وحافلات النقل الترددي , كما قدم رجال الأمن العام جهوداً كبيرة في خدمة المصلين والزوا الذين غصّت بهم الأروقة والساحات والسطح , وأتمت مديرية الدفاع المدني استعداداتها من خلال استنفار طواقم الإنقاذ والإطفاء في المراكز الموسمية والمساندة، التي تم تدريبها وتأهيلها لمباشرة حالات الطوارئ، والمدعمة بأحدث وسائل الإطفاء والإنقاذ وخطط الإخلاء، وتوزعت مركبات الهلال الأحمر في الساحات مجهزة بأحدث الوسائل لتقديم الخدمات الإسعافية لمن يحتاجها ونقل الحالات العاجلة للمستشفيات، ضمن خطة شاملة تشارك فيها بشكل رئيس الشؤون الصحية , وقدّم عناصر الكشافة العديد من الخدمات الميدانية للزوار.