تعاني الأندية السعودية كثيراً من مزاجية وعدم انضباط بعض اللاعبين وخلال السنوات الماضية فقدت الكرة السعودية نجوماً كان المتابع الرياضي يتوقع لهم مستقبلاً كبيراً بسبب ما يمتلكونه من إمكانيات ومهارات تؤهلهم للعب في أقوى الدوريات العالمية إلا أنهم كتبوا نهايتهم بأيديهم. المدرب الوطني حمد الدوسري علق على هذه القضية قائلاً: "قد يكون اللاعب المزاجي لديه أسباب في مزاجيته ولعل من أبرزها الخوف إما من المباراة، أو الجمهور، أو اللاعب المنافس وهذه تحدث كثيراً لدى اللاعبين ومرت علينا مثل هذه الحالات وقد تكون أسبابها من المحيط الذي تربى فيه اللاعب وبالتالي تصبح عقدة نفسية تحتاج لمختصين في هذا المجال لعلاج هذه الحالة كما في الأندية الأوروبية وللأسف في أنديتنا تفتقد لهذا الجانب". وأضاف: "أما عدم انضباط اللاعب فهو قد يعود احياناً للمجتمع المحيط باللاعب فقد يكون منضبطا في بداياته بفضل المنزل، ولكن مع اختلاطه برفقاء السوء قد يتغير ويهمل في واجباته الاحترافية وشاهدنا نجوماً كثراً غادروا المشهد الرياضي بسرعة البرق على الرغم من توقع الجميع لهم بمستقبل مبشر، وهنا يقع دور المدرب والإدارة والذي يجب عليهم التنبه لما يحدث للاعبيهم داخل وخارج الملعب والعمل على تصحيح مسار اللاعب واتخاذ القرار المناسب في تلك الحالات وتقديم مبدأ العقاب قبل الثواب لردع اللاعب غير المنضبط ولو تطلب الأمر إبعاده خارج التشكيل الأساسي أو دكة البدلاء". وختم الدوسري حديثه بأن اللاعب هو الخاسر لأن النادي سيعوض خسائره بطريقة أو بأخرى، في حين اللاعب سيفقد مصدر دخله وشاهدنا وسمعنا كثيراً ما حدث لبعض اللاعبين أضاعوا ذلك من خلال العمل في وظائف لا تناسب اسمه وشهرته، وبعضهم انتهى به الحال في السجن بسبب المطالبات المالية وغيرها . وقال المدرب الوطني يوسف عنبر: "الانضباط سلوك ينشأ مع اللاعب من سن مبكرة وهو في الأكاديمية، ومن وهنا يأتي دور المدرب من خلال التوجيه والنصح التربوي للاعب المزاجي أو غير المنضبط من خلال وضع عقوبات مع التواصل الأسري مع عائلة اللاعب لتصحيح مساره وإبعاده عن ذلك السلوك، وغض الطرف عن مزاجية اللاعب أم عدم انضباطه فهو سوف يكون سبباً في بناء لاعب أو موهبة غير منضبطة، وبالتالي سيكون النادي أمام خيارات مرة فإما خسارة الموهبة أو خسارة هيبة الفريق والدخول في صدامات بين أطراف عدة خصوصاً عندما يكون المدرب ذا شخصية قوية ولا يقبل باللاعب غير المنضبط أو المزاجي مهما كانت نجوميته". وختم حديثه قائلاً: "لابد للاعب أن يعي أنه يمتلك الموهبة وأن يعمل على تطويرها من خلال الاستماع للإدارة والمدرب وإلا سيكون هو الخاسر الأكبر في حال عدم التزامه بقوانين اللعبة والنادي، ومتى ماكان اللاعب منضبطاً خارج الملعب سيكون منضبطاً داخل الملعب وسينعكس ذلك في تطور مستواه لان كرة القدم اصبحت صناعة واستثماراً في المواهب التي تستحق الرعاية وكذلك مهنة ويجب التعامل معها على هذا الأساس". وأكد المدرب الوطني بندر الجعيثن أن مايدفع اللاعب لهذا الأسلوب من المزاجية وعدم الانضباط هوعدم قدرته على فهم معنى الاحتراف بالشكل الصحيح، وقال: "ضعف وعدم إكمال التعليم الذي أساس الإرتقاء باللاعب وثفافته التعليمية يعد من الأسباب التي تساهم في مزاجية اللاعب وعدم انضباطه بسبب قصور الوعي والتفكير بالمستقبل". وأضاف: "تعامل المدربين مع اللاعبين المزاجيين وغير المنضبطين يختلف من مدرب لآخر حسب شخصيته وخبرته فالمدرب قوي الشخصية قد يكون له نوع من الآراء والاقتراحات على مثل هؤلاء اللاعبين الذين يلعبون بمزاج فمنهم من يركن هذا اللاعب على دكة الاحتياط ومنهم من يداري هذا اللاعب حسب مزاجه لمصلحة معينة، وهذا سلاح ذو حدين قد تكسب اللاعب أو تضيع هيبة الفريق، فاللاعب المزاجي وغير المنضبط لابد من التعامل معه حسب فكره أو مستوى تفكيره أو بالتعامل معه بالتوجيه بالطرق العلمية وكيفية الإستفادة من إمكانياته وأن أراعي المستوى الفكري فإذا تمادى فلابد من إيقافه عند الحدود المطلوبة . وختم قائلا: "الخاسر الأخير هو اللاعب لأن النادي لايقف عليه فالمدرب الذكي هو الذي يحاول أن يسد الفراغ الذي يحتاجه من بقية اللاعبين ويكتشف اللاعبين الذين يتميزون بالإمكانيات العالية، وكم شاهدنا الكثير من اللاعبون انتهوا مبكراً ولم يقف النادي على رحيلهم بل فرطوا في فرص ثمينة كانت في متناول اليد" . وقال قائد الهلال السابق عبدالله فودة "العمدة ": "للأسف أغلب اللاعبين لم يستوعبوا الاحتراف بشكل كامل ولم يفهموا لوائحه ماله وماعليه، فبعضهم يوقع على عقد الاحتراف بدون الإطلاع على كافة تفاصيل وبنود العقد ودون دراية وإدراك المهم كم المبلغ، وهنا يأتي دور وكيل اللاعب الذي يجب عليه أن يكون ناصحا ومتابعا اللاعب من نواح عدة منها السهر والابتعاد عن الأشياء التي تضر اللاعب، وبعض الأندية تستعين بالمختصين لعلاج مثل هذه الأمور وإن كنت ولا زلت أكرر أن أغلب اللاعبين لا يعرفون مصلحتهم والأمثلة كثيرة ". وأضاف: "الخسارة في هذه الحالة مضاعفة على النادي والذي دفع أمواله في لاعب لا يقدر مهنته، وعلى اللاعب الذي أرى أن تأثيرها وحملها عليه أكثر خصوصاً عندما يصطدم بمدرب قوي الشخصية لا يقبل مزاجية اللاعب مهما كان مستواه، فكم لاعب لدينا ضاع وانتهى بسبب المزاجية وعدم الانضباط رغم نجوميتهم، فاللاعب هو المسؤول أولاً وأخيراً عن نفسه ومصدر رزقه ونشاهد بين فترة وأخرى الأوضاع التي وصل لها بعض اللاعبين على الرغم من أنهم عاشوا في زمن الاحتراف ودفع الأموال الطائلة التي تؤمن للاعب وأسرته حياة كريمة". الدوسري: المجتمع له دور كبير في عدم انضباطية اللاعب عنبر : الانضباط سلوك ينشأ مع اللاعب من سن مبكرة الجعيثن : اللاعب المزاجي وغير المنضبط يحتاج الى تعامل خاص العمدة : وكلاء اللاعبين لهم دور كبير في انضباط اللاعبين