اللاعب السعودي يمتلك الكثير يمتلك المهارة والموهبة ويمتلك قدرة فائقة في التعامل مع كرة القدم مثلما هو حال أولئك النجوم الذين نحرص على ملاحقتهم في أسبانيا من أجل أن نشبع الذائقة بكرة جميلة ونجم مبدع ونزال لا يخلو من المتعة. لكن المشكلة كل المشكلة ليست في أن تملك الموهبة والمهارة وإنما هي هناك حيث المزاجية وحيث الانضباط ، فاللاعب السعودي مزاجي بطبعه وطبيعته يبدع مرة فيما يتحول في أخرى إلى بارد والبرود في علم كرة القدم المعاصرة يقتل الموهبة ويذبحها من الوريد إلى الوريد. تحدثنا كثيراً عن هذه المزاجية وأسهبنا في التعاطي مع عدم الانضباط لكننا وبرغم ذلك لم نتحصل بعد على حلول هذه المشكلة، فاللاعب السعودي لازال يفتقد الكثير وعندما أقول الكثير ففي أسلوب التوجيه الصحيح داخل النادي والذي ظل ولا يزال غائباً ما يمكن الاستناد عليه لدليل يوثق صحة هذه المشكلة التي نحلم اليوم وليس الغد في أن تنتهي سريعاً ليعود اللاعب السعودي وأعني به هنا اللاعب (النجم) إلى حيث يجب أن يكون عليه، يلعب بحماس وقوة ولا يلتفت لفلسفة تهميش الانضباط كون الانضباط في زمن الاحتراف الأمثل هو الشرط اللازم للنجاح. المؤلم أن الأندية غالباً وليس أحياناً تتجاهل ما يحدث لنجومها فعندما يخطئ اللاعب سرعان ما تعتمد على الخصم المالي في حين الأهم من الخصم تلقينه بوسائل الفهم كون الفهم بأهمية الانضباط يعد أبلغ من عقوبة (المال) لا سيما في عقلية اللاعب (النجم) الذي يبحث دائماً عن التألق. انظروا في مسيرة اللاعب الأوروبي تجدون الفارق، فاللاعب في تلك القارة نتاج بيئته والبيئة التي تحترم العمل وتؤمن بوسائله هي من جعلتنا نتسابق على ملاحقة مثل هؤلاء العمالقة الذين يلعبون كرة القدم وكأنها جزء من أجسادهم تتحرك فيه الدماء. لا نقل عن هؤلاء فنحن نملك المعطيات السليمة في مجال كرة القدم، لكننا وأسباب غض الطرف عن تثقيف اللاعب وتعليمه أصبحنا سبباً رئيساً ومباشراً في مسيرة هذه المزاجية التي وأقولها بألم باتت العنوان البارز الذي يحدد ما هية (اللاعب السعودي). بالأمس تحدثنا كثيراً عن إخفاق المنتخب ولم نجد أمام هذا الحديث سوى (المدربين) الذين نستخدمهم شماعة مرة نعلق عليها أخطاءنا وتارة نجعلها هدفاً استراتيجياً لتحقيق (بطولة الذات) وبالتالي خسرنا كثيراً، خسرنا عل الميدان وخسرنا أيضاً حتى فيما يتعلق بالحلول فالحلول بالنسبة لنا مجرد كلام مرصوص وعبارات تقال على الهواء والسائد فيها (رفع الصوت). باختصار نحن في أمس الحاجة لمن يعلمنا كيف أن الانضباط جزء من ثقافة المجتمعات، ولمن يستطيع تلقيننا أن مهنة الكرة مهنة عمل (منتج) فإما أن تصان هذه المهنة وإما أن نبحث عن نجم واع يدرك ما له ويعي ما عليه ويؤمن بأن مزاولته لكرة القدم كمزاولة الموظف لوظيفته. هكذا نريد أما أن نستمر في منوال ما حدث بالأمس ففي هذا تكرار للخطأ وفي هذا جناية حقيقية على مستقبل جيل كروي قادم ربما عاد لمزاجية من سبقه وسلامتكم!!.