استمرت المحاولات الإيرانية المتكررة لزعزعة الاقتصاد في الدول المجاورة بهدف التأثير على أسعار النفط العالمية في محاولة يائسة بعد ان أحبطت البحرية السعودية يوم الجمعة الماضي، محاولة ثلاثة زوارق بحرية إيرانية استهداف حقل "المرجان النفطي"، والذي عمدت شركة ارامكو لبناء منصات جديدة فيه بصناعة محلية لزيادة المحتوى المحلي في المجال النفطي. ووصف خبراء اقتصاديون ونفط، محاولة زوارق بحرية استهداف حقل المرجان النفطي بالعمل غير المحسوب وغير المبرر على الاطلاق، مؤكدين في الوقت نفسه عدم تأثر استهداف بعض الحقول النفطية المنتجة للبترول على ايقاف التصدير، حيث تبلغ الطاقة الانتاجية اليومية للمملكة بنحو 12 مليون برميل، مرجحين وجود علاقة بين الموقف المتخذ ضد قطر واستهداف المنشآت النفطية، خصوصا مع الربط بعملية التفجير في البحرين الاخيرة، مشيرين الى ان حقل المرجان المغمور بمياه البحر تم اكتشافه 1967 م ويبلغ إنتاجه 250 الف – 300 الف برميل من الخام العربي الخفيف يومياً. حيث اكد د. إحسان بو حليقه "خبير اقتصادي" ل"الرياض"، ان تحريك التنظيمات الإرهابية لتنفيذ عمليات قذرة في المملكة والبحرين، امر متوقع بعد شن المملكة حملة منظمة على داعمي وممولي الارهاب، حيث تعتبر إيران في مقدمها، ممتدحا احباط محاولة الوصول الى آبار النفط السعودية من قبل زوارق ايرانية والذي يكشف جاهزية للقوات البحرية السعودية وحرس الحدود، الامر الذي ساعد بعد توفيق الله في حماية آبار النفط البحرية من الاستهداف الايراني. واعتبر بو حليقة، استهداف آبار النفط قد يكون يحمل عدة اهداف، منها تدميري للمنشآت النفطية السعودية ما يؤثر سلبا على الموارد الاقتصادية، الامر الذي يؤثر على الجوانب الامنية والثقة بحماية المنشآت الحيوية ومنها المنشآت النفطية، مضيفا ان الهدف الثاني مرتبط بالأسواق العالمية التي يكون لها ردة فعل مباشرة من اي استهداف للمنشآت النفطية في دول الانتاج الرئيسة، ما يتسبب في ارتفاع الاسعار المفاجئ والتأثير المباشر على امن الإمدادات النفطية، مبينا، ان الهدف الثالث يتمثل في اقحام المملكة في مناوشات جديدة وفتح جبهة لإشغال المملكة وتشتيت تركيزها في محاربتها ملف ارهاب الدول والتنظيمات الإرهابية، مشيرا الى ان الهدف الرابع يتمثل في احتمالية علاقة بين الموقف المتخذ ضد قطر واستهداف المنشآت النفطية؛ ولو ربطنا هذا بعملية التفجير في البحرين لأمكن تلمس بعض الروابط التي لا يمكن تجاهلها. فيما اوضح د. سداد الحسيني "خبير نفطي"، ان حقل مرجان من الحقول النفطية العملاقة الواقعة بوسط الخليج يضم عددا من المنشآت، مشيرا الى عدم وجود مبررات لتفسير استهدافه من قبل زوارق بعد دخولها المياه الاقليمية السعودية، معتبرا الحادثة بمثابة "قرصنة" غير مبررة على الاطلاق، لافتا الى ان الاضرار الاقتصادية الناجمة عن الحادثة ليست موجودة على الاطلاق باستثناء احداث مضايقات. وبين د. الحسيني، ان استهداف الحقول النفطية تعبر عن عقلية سطحية وسخيفة، لافتا الى ان عملية التأثير على الصناعة النفطية للمملكة ليست واردة، خصوصا في العالم سيقف بالمرصاد لمثل هذه المحاولات، مؤكدا، ان حقل المرجان من الحقول الكبيرة ولكن المملكة لديها القدرة على انتاج 12 مليون يوميا، لافتا الى ان الاسواق العالمية تعتبر مثل هذه العمليات سابقة خطيرة وتضر بالاقتصاد العالمي، مشيرا الى ان الوقوف امام مثل هذه المحاولات لن يقتصر على المملكة وانما سيكون من جانب العالم بأجمعه. وذكر د. فيصل مرزا مستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا، ان حقل المرجان يعد أحد أكبر الحقول البحرية الواقع على الساحل الشرقي للمملكة قبالة السفانية، لافتا الى ان حقل المرجان يمتد على خط الوسط البحري مع إيران، مبينا، ان معظم احتياطي النفط البالغ نحو 2.31 مليار برميل في الجزء السعودي يندرج من الحقل، مشيرا الى ان حقل المرجان ينتج الخام العربي المتوسط، موضحا، ان الجزء الإيراني ينتج خام فوروزان ويحتوي على احتياطات أقل بكثير من الجزء السعودي. واشار د. ميرزا، الى وجود منصات بحرية على الجزء السعودي من الحقل وأخرى على الجزء الإيراني، ولعل عمليات التخريب الإيرانية جاءت مستغلة القرب في المسافة بين هذه المنصات، مرجحا ان يكون الهدف من وراء استهداف الحقل يتمثل في تعطيل الإنتاج السعودي، حيث تجري حاليا المراحل الأولى لمشاريع توسعة الحقل بتكلفة قد تصل إلى 3.5 مليارات دولار على الأقل. وقال إن حقل المرجان ينتج يوميا نحو 300 ألف برميل يوميا من الخام العربي الخفيف، وهناك خطط لتطوير الحقل لمضاعفة انتاجه الى أكثر من 600 ألف برميل ستبدأ في شهر فبراير المقبل، وفي المقابل فإن حقل (فوروزان الإيراني) يحتوي على احتياطات أقل وربما أثارت مشاريع التطوير حفيظة الجانب الايراني، لافتا الى أن وجود أسلحة في الزورق الذي تم القبض عليه تطور خطير يجب التصدي له بكل حزم. يشار الى ان القوات البحرية السعودية تصدت لثلاثة زوارق تحمل علما باللونين الأبيض والأحمر دخلت المياه الإقليمية السعودية مساء الجمعة الماضي في تمام الساعة الثامنة وثمان وعشرين دقيقة، حيث كانت متجهة بسرعة نحو منصات حقل المرجان البترولي السعودي وعلى الفور تصدّت لها القوات البحرية وأطلقت تجاهها طلقات تحذيرية لم تستجب لها الزوارق المعتدية، وقد تم القبض على أحد الزوارق، واتضح أنه محمل بالأسلحة من أجل هدف تخريبي، فيما فر الزورقان الآخران، وقبضت البحرية السعودية على ثلاثة من الحرس الثوري الإيراني. د. فيصل ميرزا د. سداد الحسيني د. إحسان بو حليقة