تطورت الخطط الأصلية الثابتة للحمية الثابتة مع مرور الوقت إلى عددٍ من خطط التغذية المختلفة، وقد كان واحدًا من أكثر الخطط شعبية ما كان يسمى النظام الغذائي الاستبدالي، فقد كان هذا النظام الغذائي مبنيا على تقسيم محتويات النظام الغذائي إلى "مستبدلات"، وبهذه الطريقة يمكن استبدال طعامٍ معين بغيره؛ شريطة أن يحتوي كلاهما على المقدار نفسه من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية، مما سمح للنظام الغذائي أن يكون أكثر تنوعًا. فعلى سبيل المثال، يمكن استبدال الكربوهيدرات بكربوهيدرات أخرى بالقدر نفسه، ويمكن استبدال عنصر للبروتين بعنصر بروتيني آخر كما يمكن استبدال الدهون بدهون أخرى. ونظرًا للأهمية البالغة لإدارة الكربوهيدرات في داء السكري فقد ركز النظام الاستبدالي على الكربوهيدرات. فقد كان يتم مقارنة الكربوهيدرات المختلفة بشريحةٍ من الخبز (أو 15 جرام من الكربوهيدرات)، وقد كان هذا يعرف باستبدال أحد عناصر الكربوهيدرات أو أحد "خيارات الكربوهيدرات". فقد كان تناول تفاحة، أو نصف موزة، أو نصف كوب من المعكرونة، أو نصف ثمرة بطاطس مشوية، يعد استبدالًا لعنصر كربوهيدرات واحد، ففي النظام الغذائي الاستبدالي كان عدد الاستبدالات أو (الاختيارات) المخصصة لك في كل وجبة، يتم تعيينها من قبل اختصاصي التغذية أو خبير العناية الصحية، إلا أن النظام الاستبدالي لم يعد يمثل خطة التغذية المفضلة لشخصٍ ما مصاب بداء السكري من النوع الأول (حساب الكربوهيدرات). ولكن مازالت مبادئ ذلك النظام مستخدمة في برامج إدارة الوزن؛ لأن هذه الطريقة تلقي الضوء على التركيبة الغذائية وحجم الحصة. وفي عام 1995، وبعد عدة سنوات من إعلان نتائج تجربة التحكم بالسكري ومضاعفاته DCCT، وبعد أن تم إدراك أهمية الإدارة المكثفة للسكري، فقد كان مصير النظام الاستبدالي هو الخضوع للمراجعة والتحسين، فقد كان الأمر في البداية أكثر تعلقًا بحساب الكربوهيدرات، فأنت لم تعد مُلزمًا أكثر من ذلك بتناول الكربوهيدرات بحصة 15 جراما، أو بكمية متساوية في غذاء مستبدل، فأنت يمكنك البدء في حساب الجرامات الفردية من الكربوهيدرات، وربط جرامات الكربوهيدرات بوحدات الأنسولين؛ وذلك عن طريق قياس الأنسولين مقابل نسبة الكربوهيدرات. وبمجرد أن ظهر الأنسولين السريع المفعول على الساحة، استعد العالم للتغيير مباشرةً إلى حساب الكربوهيدرات، ولا توجد طريقة أفضل ولا أكثر ملائمةً لحساب الكربوهيدرات من مضخة الأنسولين. إن الخطة الصحية والمتوازنة والمغذية هي المفتاح الأساسي لإدارة داء السكري بفاعلية؛ حيث إنه من الضروري فهم كيفية تأثير الأطعمة التي نتناولها والمشروبات على مستوى سكر الدم، ويضاهيه أهمية التعرف على كمية الأنسولين التي تحتاجها لما تتناوله من أطعمة ومشروبات. تعد الكربوهيدرات هي مصدر التغذية الرئيسي الذي يؤثر على مستوى سكر الدم لديك، ولذا فأنت بحاجة إلى تعلم كيفية حساب كمية الكربوهيدرات، ولكن عليك أيضًا فهم كيفية تفاعل المغذيات كبيرة المقدار مثل: الدهون والبروتين مع الكربوهيدرات من أجل تخصيص الأنسولين طبقًا للاحتياجات الفردية لجسمك، حيث تُعد هذه مهارات هامة لتكتسبها في رحلتك مع السكري. والجدير بالذكر أنه قبل اكتشاف الأنسولين، كان الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به لمساعدة شخصٍ مصابٍ بداء السكري من النوع الأول للبقاء على قيد الحياة هو تقييد جرعة الكربوهيدرات والسعرات حرارية، ولكن بعد اكتشاف الأنسولين كان الناس يتبنون خطة حمية ثابتة، فلم يكن مسموحًا لهم بتناول كربوهيدرات بسيطة (سكر)، وقد كان يتم إخبارهم بأنهم بحاجة إلى تناول الشيء نفسه - البروتين بشكلٍ أساسي، والكربوهيدرات المعقدة، والدهون - في الوقت نفسه من كل يوم؛ حيث تستطيع أعلى نقطة من الجلوكوز ناتجة من الطعام أن تتصل بأعلى نقطة من الأنسولين من جرعة حقن واحدة أو اثنتان أو ثلاث جرعات في اليوم. ونتيجة لذلك، فقد كانوا مجبرين على تناول الطعام في الأوقات المحددة؛ سواء كانوا يشعرون بالجوع أم لا، ولم يكن مسموحًا لهم تناول الطعام في أي أوقات أخرى حتى وإن كانوا يشعرون بالجوع، وفي حال تناولوا المزيد من الطعام المحدد أو تناولوا الطعام في الأوقات الممنوع فيها تناوله، كان يتم اتهامهم "بالغش"، فقد كان النظام الغذائي قاسٍ جدًا، ولم يكن اتباعه شيئًا ممتعًا بالنسبة للكثير من مرضى السكري. الأمر الآن أصبح أكثر سهولة بعد الكشف عن النواع الجديدة من الإنسولين قصير المفعول والتي تعطي المريض والطبيب قدرا من المرونة في الأكل. كل ما تحتاج معرفته عن الكربوهيدرات تعد الكربوهيدرات هي مصدر الطاقة أو الوقود لأجسامنا؛ حيث يقوم الجهاز الهضمي بتحليل الكربوهيدرات إلى جزئيات سكرٍ فردية. وتضم مجموعة الكربوهيدرات: النشويات (الخبز، والمعكرونة، والبطاطس، وغيرها) والسكر البسيط (الجلوكوز، واللاكتوز، والسكروز، والفركتوز) كما تشمل الكربوهيدرات الألياف أيضًا. أنواع الكربوهيدرات هناك ثلاثة أنواع للكربوهيدرات وجميعها تؤثر على مستويات السكر في الدم؛ إذ تعد النشويات (الكربوهيدرات المعقدة) والسكريات (الكربوهيدرات البسيطة) والألياف جميعًا من أشكال الكربوهيدرات. وتتسبب النشويات والسكريات في ارتفاع مستويات سكر الدم، وبشكلٍ عام فهي ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع. وبالنسبة للأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة (مثلًا النشويات) فهي تتضمن الخضراوات مثل: البطاطس، والذرة، والقرع. كما تتضمن أيضًا الحبوب الغذائية، والمعكرونة، والخبز، والبذور، والبسكويت، والكيك، وغيرها. الجدير بالذكر أنه يتم هضم السكر البسيط بسرعةٍ، وهو متوفر في أطعمة مثل: العسل، واللبن، والشراب، وسكر المائدة، والفاكهة، وعصائر الفاكهة. يعادل كل جرام من النشاء، أو السكر، القدر نفسه من جرام الكربوهيدرات؛ ولذلك فإنك إذا تناولت تفاحة صغيرة فإنها تحتوي على 15 جراما من الكربوهيدرات، كما أن قطعة من الخبز تحتوي على 15 جراما مثلها مثل حصة من المعكرونة (1/2 كوب)، وقد تحتوي حصة من الحبوب على 15 أو 22 جراما بحسب حجمها. وعلى الرغم من أن الألياف تعد من الكربوهيدرات، إلا أنها مختلفة إلى حدٍ ما؛ فجسمك لا يستطيع تحليل كل الألياف. علاوة على ذلك، فالألياف لا يتم تحويلها بالكامل إلى الجلوكوز. فإذا كانت الألياف (بشكلٍ عام حوالي 5 جرامات أو أكثر من الألياف) تمثل حصةً كبيرة من إجمالي الكربوهيدرات في وجبتك، يمكنك إذن خفض عدد الكربوهيدرات التي تحتسبها في وجبتك من خلال مقدار الألياف. ولقد ثبت بالدليل أنه عند العلاج باستخدام مضخة الأنسولين، فإن الطريقة الأفضل لإدارة السكري هي عن طريق حساب الكربوهيدرات. إذ يجعلك حساب الكربوهيدرات تعرف مقدار جرعة الأنسولين التي تحتاجها. ويصبح هذا الأمر أكثر سهولة من خلال حقيقة أن القانون يلزم بوضع الملصقات الغذائية من أجل إيضاح مقدار الكربوهيدرات الموجود في كل حصة طعام. لذا فقراءة الملصقات الغذائية أمرٌ مهم، ويجعل إدارة السكري أمرًا أكثر سهولة وفاعلية. وبمساعدة الملصقات الغذائية يمكنك تحديد كمية الكربوهيدرات في كل حصة طعام. وعند استخدام هذه الطريقة إلى جانب حساب "الأنسولين مقابل الكربوهيدرات" يمكنك بنجاح تحديد كمية الأنسولين المطلوبة لتغطية الوجبة. حساب الكربوهيدرات كلما زادت دقة حساب الكربوهيدرات، كلما استطعت إدارة داء السكري بشكلٍ أفضل، وذلك عندما تستخدم علاج مضخة الأنسولين، ولحسن الحظ فبمجرد أن تتعلم كيفية قراءة الملصقات الغذائية وتفهم كيف يمكنك قياس حصص الغذاء (باستخدام الموازين، وأكواب العيار، وملاعق القياس، الخ)، وبمجرد أن تستطيع أيضًا حساب الأنسولين مقابل معدل الكربوهيدرات، فسيصبح تحديد مقدار الأنسولين المطلوب أمرا بسيطا ومباشرا. ستكون بحاجة للعمل مع فريق السكري الخاص بك ولاسيما أخصائي تغذية معتمد، وذلك لتصبح ماهرًا في حساب الكربوهيدرات. في البداية، قد يكون هذا الأمر مثبطا للهمة إلى حدٍ ما، فالحساب والقياس الدقيق لكل مقادير الطعام الي تتناولها لا يبدو أمرًا ممتعًا على الإطلاق، ولكن مثله مثل العديد من الأمور الأخرى المتعلقة ببدء استخدام المضخة، سسيصبح الموضوع روتينا عاديًا، وسوف تتذكر تدريجيًا حساب الكربوهيدرات في الأطعمة التي تتناولها بشكلٍ معتاد، فضلًا عما يشكل حجم الحصة، إن ما يعود عليك من نفع من وراء اجتهادك في البداية، حتمًا سيعود عليك بالنفع على المدى الطويل. يجب التعرف على كمية الأنسولين التي تحتاجها لما تتناوله من أطعمة ومشروبات تضم مجموعة الكربوهيدرات النشويات (الخبز، والمعكرونة، والبطاطس، وغيرها) من الضروري فهم كيفية تأثير الأطعمة التي نتناولها والمشروبات على مستوى سكر الدم