جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، جائزة رفيعة القيمة والقامة عبر مسيرتها، فقد توفقت بتكريم نخب متميزة من الشخصيات الإسلامية من العلماء والقادة والرواد في مجال خدمة الإسلام والمسلمين، وإن اختيار خادم الحرمين الشريفين هذا العام "شخصية العام الإسلامية"، يعد تكريماً صادف أهله وناسب محله لما قدم –يحفظه الله- من خدمات جليلة، ومواقف نبيلة في خدمة المسلمين عامة في مشارق الأرض ومغاربها، وعطاءً وبذلاً وسخاء من أجل تنمية العمل الإسلامي الوسطي الذي يحقق أهداف الشريعة الإسلامية السمحة، تجعله دوماً في صدارة القادة والرواد التاريخيين الذين تعتز الأمة الإسلامية باتجاهاتهم وخدماتهم ومواقفهم، وجميل مكارمهم، وعظيم خصالهم، وأهمها توفيق الله تعالى بتشريفه وإخوته –يرحمهم الله- خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وضيوف الرحمن من كل بقاع العالم. والمتتبع لمسيرة خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله- يجد أن إنجازاته تتجه دوماً إلى خدمة الإسلام والمسلمين، وليس بغريب على "سلمان" الخير الذي تسامت حوله وتسارعت الأوسمة والجوائز، مثل وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى والذي يعد أعلى وسام في المملكة العربية السعودية، ووسام نجمة القدس تقديراً لما قام به -يحفظه الله - من أعمال استثنائية من التضحية والشجاعة في خدمة الشعب الفلسطيني، ووسام الكفاءة الفكرية من ملك المغرب عام 1989م، ووسامين من البوسنة والهرسك، الذهبي لدعمه وجهوده في تحرير البوسنة والهرسك، والآخر للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى لجهوده في نصرة الإسلام والمسلمين، وآخرها جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام. وفي خدمة القرآن الكريم يتجلى خادم الحرمين الشريفين بتسطيره ملاحم كثيرة ستبقي شاهدة على غزارة العطاء وسمو الوفاء، ويأتي ذلك من خلال الجمعيات والهيئات التي رأسها خادم الحرمين الشريفين، فقد اهتم بالقرآن الكريم مبكراً كمؤسسٍ لثاني أكبر جمعية "الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم"، كما أسس جائزة الملك سلمان المحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، ورعايته الكريمة لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، وكذلك دعمه لفعاليات جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين، ورعايته للجائزة العالمية في خدمة القرآن الكريم، ومشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لتعليم القرآن عن بعد، ودعمه لتعليم ونشر القرآن الكريم على جميع أبناء الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض. ومع كل الصفات والخدمات الجليلة التي يحملها، فإن "ملك الحزم والعزم" يبقى اليوم رمزاً إسلامياً عربياً قيادياً، ومنارةً سامقة شامخة لدوره في الدفاع والذود عن الإسلام، بجمع الأمتين العربية والإسلامية، واستنهاض وحدتهما، ورفع كلمتهما في وقت تحيط التحديات والمخاطر بهما من كل حدب وصوب، ليبقى "سلمان العطاء" سباقاً لكل عمل إنساني، واستحقاقاً لايجعله شخصية العام الإسلامية بل شخصية الأعوام جميعها.