استطاعت مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، أن تكون رسولاً للابتسامة التي عرف بها الراحل -رحمه الله- وكانت سمة بارزة في شخصيته المتواضعة، وتنشرها على وجوه فئات عدة من المجتمعات داخلياً وخارجياً، كما أسهمت المؤسسة بقيادة أبناء الأمير سلطان -رحمه الله-، في مد يمنى الخير والكرم التي كانت أيضاً علامة فارقة لسلطان بن عبدالعزيز، إلى مجالات مختلفة من أوجه البر والإحسان، فحققت بذلك وصايا المرحوم الفعلية بالبذل والعطاء بطيب نفس وتواضع وابتسامة، من خلال برامج متكاملة ومستدامة تغطي مجالات واسعة من العمل الخيري، وتطرق أبواباً جديدة في العمل الإنساني والتطوعي. وفي تقرير أصدرته المؤسسة بمناسبة انعقاد اجتماع مجلس الأمناء ال 21، تضمن رصداً لمخرجات عدد من البرامج، التي تصدرها خدمة القرآن الكريم وتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين، وتأتي مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول آسيان والباسيفيك ودول أسيا الوسطى والشرقية كبرنامج رائد ومتفرد يواصل نجاحه المتميز على مدى تسع سنوات، الأمر الذي توجّ بإشادة مقام مجلس الوزراء مؤخراً. وأكد الأمير فيصل بن سلطان على أن ما حققته الدورة الأخيرة من نجاح متميز يعود في المقام الأول إلى حرص صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء المؤسسة على دعم استمرارية المسابقة وتطويرها وتوسيع دائرة المشاركين فيها والمستفيدين منها، واستكمال تحقيق أهدافها باعتبارها جسر تواصل بين المسلمين. تعزيز الحوار والتواصل الثقافي تبنت المؤسسة برنامجاً لتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة وترسيخ التواصل الحضاري، حيث كان لها الريادة في تبني توجه لتجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة ومحاولة التواصل الحضاري وإقامة حوار عقلاني مع الآخرين، في إطار شمولية برامجها واهتمامها الكبير بالجانب الثقافي من العملية التنموية، ومؤخرا سلمت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية مبلغ مليون دولار لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو). جائزة المياه على جانب آخر من نشاطات المؤسسة، برزت جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، التي تبناها الراحل منذ 2002، تشجيعاً للجهود التي تُبذل في حل مشاكل المياه من خلال التقنيات والدراسات والابتكارات والأبحاث العلمية. وأقيم حفل تسليم الجائزة في دورتها السابعة في مقر هيئة الأممالمتحدة بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر الماضي بدعوة من هيئة الأممالمتحدة وحضور أمينها العام. الرعاية الاجتماعية والصحية ضمن برامج التنمية المستدامة التي تبنتها المؤسسة يبرز برنامج الإسكان الخيري؛ حيث أكملت المؤسسة برنامجها للإسكان الخيري بهدف توفير مساكن للأسر ذات الظروف الخاصة في العديد من مناطق المملكة وفقاً لآلية تعاون وتكامل مع إمارات المناطق المستهدفة، واستهدف هذا البرنامج إقامة مجمعات عمرانية تتوافر بها المرافق والخدمات مما يتيح للساكنين تطوير حياتهم وإحداث نقلة اجتماعية وصحية وتعليمية لهم لخدمة أنفسهم ومن ثم المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية. وبرنامج الإسكان الخيري شمل سبع مناطق في المملكة، وبلغ عدد وحداته 1246 وحدة سكنية، في تسعة عشر موقعاً بتكلفة إجمالية تقارب 400 مليون ريال. وعززت المؤسسة من إسهامها المتفرد في مجال تطوير الرعاية الصحية، من خلال تفوق مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية في تقديم منظومة من برامج التشخيص والعلاج والتأهيل المتخصص والذي نال أعلى مستويات التصنيف الدولية، ويتجسد ذلك سنوياً من خلال تضاعف أعداد المستفيدين من برامج المدينة حيث وصلت الطاقة الاستيعابية للمدينة إلى 511 سريرا. ويعد مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز التخصصي للأطراف الصناعية في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، وهو تتويج لنجاحات المدينة ولدورها في تطوير الرعاية العلاجية في المملكة. مركز القلب بالجوف وعلى مسار الإسهام في تطوير الرعاية الصحية شهد العام المنصرم افتتاح مركز القلب بمدينة سكاكا بمنطقة الجوف، وهو ما يمثل إضافة مميزة لإسهامات المؤسسة ودورها في تنمية المجتمع بوجه عام، كما شهد العام الماضي إعلان مؤسسة الحسين للسرطان بالمملكة الأردنية الهاشمية عن إطلاق اسم الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- على كافة مرافق أقسام الأشعة التشخيصية عرفاناً للدعم الكريم والمساندة المتميزة التي قدمتها المؤسسة على مدى ثلاث سنوات. إحياء الموروث الحضاري الإسلامي وتبنت المؤسسة نشاطاً متفرداً يتمثل في مهرجان الأمير سلطان العالمي للجواد العربي الذي يقام سنوياً بمزارع الخالدية، الذي جعله التصنيف العالمي واحداً من أهم المهرجانات الرياضية التي تحظى بمشاركة واهتمام أرقى وأعرق إسطبلات الخيول، وحصل المهرجان على أعلى تصنيف من منظمة "الآيكاهو تايتل شو".