"قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ" جلابيب أباؤنا ليست بالضرورة أن تكون مهترئة لنخلعها عنا لكنها حتماً ضيقة..!! ربما هي من الكتان.. وقد ولى زمانه فكان الترجال! لا يلزمنا أبداً أن نرتدي ذاك الجلباب المُرقع ببعض أفكار من عكروا علي الجسد سترته، ليس تنكراً ولا إسقاطاً لدور الشعب القطري وإنما إعمالاً لعقل مُنِحنَاه ليعمل!!، ألا يجدر بنا أن نحيك ثوب عروبتنا لا بأفكار أعداءه.. وأن ننشغل بتجميل ثوبنا الخاص بنا، ولو كان بنفس الخامات غير أنه نتاج أفكارنا النابع من دستورنا؟! هناك من الدول من يمتطي ركابها جسداً لا فكراً، فعزل أباه وسار على نهج سيدة القصر لترك عقله لمن يُفكر له، فئة ترفع شعار: "لن أعيش في جلباب أبي" والخلع من الخليج العربي، متناسياً أنه متمرد على بيئته، وواقعه، وليس بطريق طبيعي فيه إقناع. يا ليت أباه ما عاش ليري ولده الآن في محنة قاسية، فكيف يخرج عاق عن طوعه، ولا يكون خيرا منه؟! ينسى هؤلاء الآباء المساكين، أن العروبة ليست دواءً تعطيه لصغيرك بملعقة، أو تُذيبه له في كوب من الماء، وليس ثوبًا فاخرًا تشتريه لابنك فيلبسه، وليس بيتًا مملوءً بوسائل الفكر الضال، بل هو خطاب للعقل والإيمان، يُحركه ويهزه هزًا، يجعله يصرخ بأعلى ما فيه: "الحُلم العربي"، وهو موجات من العاطفة تمس شغاف القلب، فتجعله هادئًا ساكنًا عامرًا بالبراهين. ولكن من لم يُربيه أباه تُربيه الأيام والجسد العربي الإسلامي بموقف المتوحد، كما كانوا في حرب 73 ونصرتهم القوية التي دوت وتُدوي مسامعها لقوتنا العربية حتي الآن، فيخشانا الغرب والأعداء من شيعة إيران وأذيالها في المنطقة. النصر، ولو كان بعيداً يحتاج لقلب نابض، وعقل ماجد، وشيء من سعة الصدر، والصبر على بلاء الله، فإن لكل إنسان شره، فشر تميم أسقطه لسان حاله كفتوة مُتمرد على كل ما حوله، لكن العاقل من لا يواجه الأمواج العاتية بحدة فتكسره، بل من يفتح لها جداول وقنوات تجعلها تسير بتوفيق الله إلى الخير والحق، بفتح حوار فكري بالإقناع بكل أريحية وسلام، وللمرء عقل به يزن، فلو أن فاتح القسطنطينية ظل يفكر بطريقة عشرة قادة قبله لما كان نعم الأمير! فكثيرون يسلمون عقولهم لشياطينهم، ربما ثقة-لكنها عمياء!- أو انتقاص ذات، وربما اتباع مخافة ابتداع، وكثيراً لأننا أعداء ما نجهل، وأحياناً مؤامرة الكبرياء في الأرض وبهن جمود العقل يكون وما نحويه في صندوق رأسنا، لن يكون حينها غير كُتلة من دهن!! بالطبع ليس الحل أن نجتث الجذور خاصة لو أن الأشجار بها نبت عربي أوصانا الله ونبيه عليه السلام أن نعالجه بدواء الحجة وإعمال العقل لتبصر بالحُسنى فإن أبى فعزله فإن أبى فتأديبه. وأخيراً.. لا تخرج من جلبابك.. ولا تترك الباقي لأفكار غيرك فتُصيبها من داء الحياة بقدر ما تُعطيها فكن عزيز فكرتك حينها فقط ستثمر العقول العجاف!!