يبدو أن حمى المقاطعة التي نفذتها المملكة العربية السعودية ومعها الامارات والبحرين ومصر وعدد من الدول تجاه قطر قد أثرت على كل مفاصل الحياة في قطر والتي أعادتها إلى حجمها الطبيعي من دون عمليات تجميل زائفة كانت تحاول خلالها أن تضع لنفسها مكاناً بين الدول الصانعة للقرار وذات الثقل على كافة الأصعدة بما فيها السياسي والرياضي والإعلامي. فبعد أن تمت المقاطعة وعرف كلاً وضعه الطبيعي حاول الإعلام القطري بكل أطيافه تأجيج المنطقة، والتباكي وإدعاء المظلومية وأن ماتم هو حصار على قطر لعزلها عن العالم، على الرغم من ثبوت الخيانة والتآمر بالوثائق والأدلة لدعمها وتبنيها للإرهاب عبر العديد من القنوات السياسية بل واتخاذ الرياضة والنشاطات الرياضية غطاء لذلك. الإعلام «المتقطرن» كثيراً ماكان يردد ويندد بأن الرياضة لا تجتمع مع السياسة، ولكن ما محاولة الاصطياد بالماء العكر بعد حادثة عدم وقوف لاعبي المنتخب السعودي حداداً على ضحايا التفجيرات في لندن دليل على ذلك في محاولة دنيئة لاستغلال الحدث، وما تعاونها مع عدد من المرجعيات الدينية مدفوعة الثمن لإصدار فتاوى تتباكى على ذلك، وأن ماحصل لا يمت للإنسانية بصلة لهو قمة الدناءة. وعندما لم يجد ذلك الموضوع أو لم تأت نتائجه كما ارادت الإدارة القطرية، بدأوا بالاستعانة باللاعبين الأجانب والذين لهم سمعة عالمية وتواجدهم في قطر بعد أن تم إغراؤهم بالمال كالاسباني تشافي هيرناديز الذي بدأ حديثه ب»شهر رمضان» وكأن لا يعلمنا بقدسية شهر رمضان المبارك الإ هو وأمثاله، ليطالب برفع المقاطعة عن قطر من دون أن يعي أو أن يدرك أن قطر هي من حاصرت نفسها باحتضان الجماعات الإرهابية وإيران والسير في سبيل رضاهم. المدرب الأسباني الشهير بيب غواديولا ظهر علينا ليقول: «أن قطر هي البلد الأكثر انفتاحاً في العالم الإسلامي»، ولا ندري ما دخل الانفتاح بالمقاطعة الإ إن كان هناك من يرى المؤامرات وتدبير الحيل والانقلابات انفتاحا فنحن في غنى عنه. وفي الإطار ذاته تم استجلاب الحارس الأسباني ايكر كاسياس بحجة أن المقاطعة سيؤثر على الأطفال في قطر وأنهم يجب أن يكونوا بعيداً عن ذلك، وسار الهولنديان التوأم فرانك ورونالد دي بور وفق ما تطلبته السياسة الرياضية القطرية من خلال المناداة برفع «المقاطعة» بدعوى عدم حرمان الناس من احتياجاتهم الأساسية، من دون الخوض في الأسباب التي دعت لذلك، ولكن يبدو أن المال القطري له مفعول السحر في أعينهم كما فعل الشي ذاته في العديد من العملاء والمأجورين والمارقين من القانون.