ليس جديداً، أن تخرج قطر وأذرعها الإعلامية بالمزيد من الأكاذيب، بعد أن فشلت تماماً في استيعاب ما يجري حولها من إجراءات لا تستهدف أبداً المواطن القطري، بقدر ما تستهدف تصويب سياسة صانع القرار "المغلوب على أمره" كما يبدو، وإعادة من يخطط وينظر ليورط قطر بالتغريد خارج السرب، إلى الحقيقة المطلقة، وهي أننا كخليجيين لن نسمح بمزيد من المرتزقة الذين لا يهمهم سوى تحقيق مكاسب ومنافع على حساب البيت الخليجي الواحد. الأذرع الإعلامية القطرية، وعلى رأسها قناة الفتنة في "الجزيرة" بعدما فشلت في إثبات مصداقية أو إقناع أي شخص سوى الأتباع طبعا بدأت في تغيير الأسلوب، واستنسخت نفس أسلوب التباكي والولولة "الصهيوني" المعتاد، والشكوى من الاضطهاد والإحساس بأنها دولة صغيرة، تتعرض لحصار كما كان سيناريو قطاع غزة أي تحويل الأنظار عن الأسباب والمسببات والمتسبب الحقيقي في الأزمة، والترويج لاعتبارها قضية إنسانية في اختزال أعمى وغبي لكل المجريات.. مع استدعاء ذات شعارات "المقاومة" البالية والقديمة والمفلسة على غرار "لن نركع.. لن نستسلم" وغيره من الهراء الذي يعكس العقليات التي تدير الأزمة في أروقة القصر الأميري بالدوحة. ليس هذا فقط، ورغم أننا تعودنا تلفيق الأكاذيب من قبل قطر وأذرعها وأتباعها من الميليشيات الإعلامية، لم نستغرب أبداً أن يصل الافتراء حد الادعاء بحرمان الأشقاء القطريين من أداء مناسك العمرة، في ظاهرة لم يدِّعها قبل سوى "أسيادهم" في طهران وملالي قم، وكلها ثبت أنها غير صحيحة، حتى وفق شهادات مواطنين قطريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الترويج لفبركات أخرى تزعم قيام مستشفيات سعودية بعدم قبول علاج "أطفال" قطريين لاحظوا أطفال هذه وكأننا أمام محاولات تلفيق مستمرة، لا تكتفي بادعاء الحصار، ولكن لاستمالة القلوب المريضة، وهي أيضاً محاولة فاشلة للاستعداء والتأليب على المملكة. القيادة القطرية تعرف أنها تكذب، لأنها ليست محاصرة، وجميع مطاراتها وموانيها تعمل كما تريد وفي حدود إمكانياتها وحجمها الحقيقي، وإذا كانت مقاطعة المملكة والإمارات والبحرين لقطر، عمل سيادي بحت، إلا أن أسلوب تباكي الدبلوماسية القطرية وإعلامها البذيء يذكرنا بالدموع اليهودية على تهاويل المحرقة، أو الانحناءات التمثيلية أمام حائط المبكى المزعوم، وكلها محاولات استجداء للهروب من المسؤولية وعدم دفع ثمن السياسات العدوانية والتحريضية القطرية طيلة أكثر من عقدين تجاه الجميع في الخليج أو في المنطقة والعالم. كل هذه الادعاءات والأكاذيب، تكشف أننا أمام عقلية مغيبة تماماً، وهذا ليس بجديد، والأخطر أنها تصدق نفسها ولا تدرك أنها تسقط أكثر في الحضيض.