خلال السنوات الماضية تم إنتاج عدد كبير من أدوية الصرع، وخلافاً لبعض الأدوية من الجيل القديم مثل الفينوباربيتال، الفينيتوين، وكاربامازيبين، فالعديد من أدوية الصرع المتاحة حديثاً لديها تأثيرات أقل على وظائف الكبد، مما يؤدي الى انخفاض معدل حدوث الآثار الجانبية، وتقليلاً للحاجة لمتابعة تركيز كل دواء في الدم، كما أن بعض هذه الأدوية يتم تناولها مرة واحدة أو مرتين يومياً، و على عكس أدوية الجيل القديم تتميز بعض أدوية الجيل الجديد بأن لديها نسبة تعارضات أقل مع أدوية المريض الأخرى، لكن على الرغم من وجود هذه المزايا، هناك بعض الدراسات التي تشير إلى وجود اختلافات كبيرة في فعالية الأدوية حسب نوع الصرع الذي يعاني منه المريض. فمن المهم معرفة نوع الصرع لأنه يترتب عليه اختيار الخطة العلاجية الصحيحة. فالهدف من علاج الصرع هو تحقيق فترة خالية من النوبات دون تعرض المريض لآثار جانبية لأدوية الصرع و تحسين نوعية حياة المريض، و يتم تحقيق هذا الهدف في أكثر من 60٪ من المرضى الذين يتناولون العلاج، لذا يعتمد اختيار دواء الصرع على تشخيص نوع الصرع وعلى حالة المريض من ناحية وجود أمراض أخرى وحالة وظائف الكلى والكبد. تنقسم أدوية الصرع إلى مجموعات حسب طريقة عملها، فبعض أدوية الصرع لديها آليات متعددة من العمل على الخلايا العصبية (على سبيل المثال، لاموتريجين، توبيراميت، حمض فالبوريك، وزونيساميد) مما يجعلها مناسبة لمرضى الصرع العام، وبعضها الآخر لديها آلية واحدة (على سبيل المثال، الفينيتوين، كاربامازيبين، و إيثوسكسيميد) مما يجعلها مناسبة لمرضى الصرع الجزئي، فإن عدد الأدوية التي توصف لمريض الصرع قد تختلف حسب حالة المريض، فمن المحبذ طبياً أن يوصف للمريض دواء واحد فقط لأنه يقلل من احتمالية حدوث آثار جانبية والابتعاد عن التفاعلات التي قد تنتج إثر تناول الأدوية مع بعضها، ومع ذلك، يوجد بعض المرضى الذين يعانون نوبات من الصرع مقاومة لأدوية الصرع المتداولة وهذا النوع من الصرع يصعب علاجه وقد يترتب عليه وصف عدة أدوية في آن واحد من أجل السيطرة على تلك النوبات، فمن المهم أن نأخذ بعين الاعتبار أن الصرع هو مرض مزمن، وأنه على الرغم من أن نوبات المريض قد تكون تحت السيطرة إثر تناوله للعلاج فهذا لا يعني أن المريض يستطيع التوقف عن تناول الدواء، لأن التوقف عن تناول العلاج يترتب عليه مضاعفات رجوع نوبات الصرع، لذا، فإن المواظبة على تناول الأدوية والمتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج يُعدُ في غاية الأهمية ليتمكن مريض الصرع من العيش حياة سليمة وطبيعية. أما بالنسبة لتناول أدوية للصرع خلال شهر رمضان، فعلى المريض مراجعة الطبيب لإعادة تنظيم العلاج وأخذ قرار صيام الشهر الفضيل، فكما ذُكر آنفاً أن بعض أدوية الصرع يمكن تناولها مرة واحدة في اليوم لأنها طويلة المفعول فمن الممكن تناولها بعد الإفطار، والباقي من الأدوية المضادة للصرع، فتؤخذ مرتين في اليوم، لذا يمكن للمريض خلال شهر رمضان أن يتناول جرعة الأدوية إما مرة واحدة بعد المغرب أو على جرعتين بعد الإفطار وبعد السحور حسب نوع الدواء المضاد للصرع الخاص بكل مريض، وفي حال أصيب المريض بنوبة صرعية أثناء الصوم فعليه الإفطار فوراً لتقليل احتمالية حدوث نوبة أخرى، ودمتم بصحة وعافية وأعانكم الله على الصيام والقيام. * قطاع الرعاية الصيدلية