توصلت نتائج أبحاث طبية إلى أنه لا بد لمريض الكلى من استشارة الطبيب المختص قبل الشروع في الصوم، وذلك لتنظيم جرعات الدواء الموصوفة له ومعرفة إذا لم تكن هناك خطورة تحول دون أدائه الفريضة، مشيرة إلى أن مرضى القصور أو الفشل الكلوي يأتون تحت ثلاث مجموعات هي: مرضى القصورالكلوي المزمن، ومرضى الغسيل الكلوي، ومرضى زراعة الكلى، وبالنسبة لمرضى القصور الكلوي المزمن قد يتسبب الصوم -نتيجة نقص السوائل والأملاح- في تدهور حالة القصور المزمن خصوصاً في حالات التهابات الكلى المزمنة، والتكيس الكلوي، وهو ما قد يؤدي إلى جفاف واختلال في وظائف الكلى والجسم، ولذلك من الضرورة بمكان لمريض القصور الكلوي أن يقوم بمراجعة الطبيب المتابع لحالته لأخذ النصيحة الطبية حسب حالته المرضية قبل الشروع في صوم رمضان. أما بالنسبة للمجموعة الثانية وهم مرضى الغسيل الكلوي فيمكنهم الصوم من الناحية الطبية، طالما كانت القيم الأساسية تحت السيطرة على أن يفطروا في الأيام التي يتلقون فيها جلسات الغسيل، إذا كانت هذه الجلسات تقع في أثناء النهار، حيث إن عملية الغسيل يصاحبها إعطاء محاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصيام. والمجموعة الثالثة وهم المرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة الكلى، فيمكن لمريض زراعة الكلى أن يصوم بعد مرور عام من زراعة الكلى له إذا كان الجسم قد توافق مع الكلية المزروعة بشكل جيد، وعليه فإن المريض يمكنه تناول مثبطات المناعة اللازمة مثل عقار السيكلوسبورين الذي يؤخذ عادة كل 12 ساعة بعد الإفطار وعند السحور، مع ضرورة المتابعة اللصيقة مع الطبيب المعالج. أما بالنسبة لمرضى زراعة الكلى الذين لم تستقر حالتهم، فقد يؤدي الصيام إلى تأثيرات ضارة على الكلى المزروعة والجسم، لذلك يجب مراجعة الطبيب المعالج لهم قبل الشروع في صوم رمضان لتقرير مبدأ الصيام من عدمه.