أكد سياسيون مصريون أن قطر تجني ثمار سياستها التي وصفوها بعدم الحصافة، والتي أدت بها إلى عزلة خليجية، وفرض حصار عربي عليها، بعد قرارات قطع العلاقات الدبلوماسية معها. وقالوا ل"الرياض" إن قطر حاولت أن تلعب دوراً أكبر من قدراتها مستندة إلى بعض تيارات الإسلام السياسي الأمر الذي انتهى بها إلى خسارة كبيرة. وقال الخبير بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية د.أيمن عبدالوهاب أن قطر تمارس سياسية غير حصيفة ولم تحسب حسابات المتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية سواء خليجياً أو عربياً أو حتى دولياً، والتي جعلت من غير المقبول أن تلعب إمارة مثل قطر دور الأطراف الفاعلة والحيوية في المنطقة وتحديداً المملكة العربية السعودية ومصر، وتجاهلت عظم الدور الذي تعلبه المملكة ومصر وأيضاً التقارب بينها وبين الولاياتالمتحدة الأميركية. واشار د.عبدالوهاب إلى أن قطر حاولت التصعيد ضد أشقائها في الخليج وضد مصر معتمدة على أوراق ضعيفة تتمثل في الأموال وبعض التيارات، لافتاً إلى أن محاولة قطر لعب دورا أكبر من حجمها وقدراتها جعلها تقع تحت مخاطر العزلة والحصار العربي. فيما توقع المستشار والمدير السابق لمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية د.حسن أبو طالب زيادة عدد الدول التي تقاطع قطر دبلوماسياً مشيراً إلى أن قطر لم تكن تتوقع مثل هذا الرفض العربي لسياستها، وأنها توقعت سحب السفراء على أقصى تقدير كما حدث عام 2014 مع ممارسة بعض أشكال الضغط حتى تعود الأمور لطبيعتها غير أن – والكلام للدكتور أبو طالب – المقاطعة هذه المرة جاءت على غير توقعات الأسرة الحاكمة في قطر خاصة أنها جاءت من دول محورية بحجم المملكة العربية السعودية ومصر. وقال إن قطر دخلت حالة من العزلة غير المسبوقة خليجياً وبمشاركة مصرية مما يعنى أنها تتعرض لضغوط أكبر حجماً وأخطر أثراً عما سبق معتبراً أن تصريحات إيران الرافضة لمقاطعة قطر نوع من الاصطياد في الماء العكر، وأنها لن يكون لها تأثير في الحد من المخاطر التي تتعرض لها الدوحة. وتوقع د.أبو طالب أن تمارس قطر سياسة العناد كنوع من رد الفعل تجاه قرارات المقاطعة غير أن ذلك العناد لن يستمر طويلاً خاصة في ظل تعدد زوايا الخسائر التي تتعرض لها الدوحة فضلاً عن احتمالية التدخل من جانب الولاياتالمتحدة الأميركية، مما يعني تعرض قطر لضغوط لفترة طويلة من المتوقع أن تشهد فيها تغيرات كبيرة. فيما أوضح الباحث السياسى أحمد الخطيب أن قطر لن تصمد طويلا أمام العقوبات والخسائر التي تتعرض لها جراء قرارات المقاطعة، غير أنها تتعرض لحالة غير مسبوقة ومأزق في كيفية الخروج من الأزمة التي تتعرض لها خاصة وأنها تأوي عناصر إرهابية وتساهم في دعم الإرهاب وهو ما توقع معه الخطيب أن تشهد قطر محاولات انقلاب عليها من جانب الجماعات التي ظنت الدوحة أنها سند لها.