يلعب الإعلام دوراً مهماً وبالغ الأثر في تنفيذ السياسات ومساندة الحكومات، لكننا شهدنا في الفترة الأخيرة تصاعد التحريض والتراشق الإعلامي بين الدول، والذي تجلى في أزمات متتالية، وأدى في النهاية إلى قطع العلاقات الثنائية والدبلوماسية بين البلدان العربية.. وهذا بالضبط ما تقوم به قناة الجزيرة القطرية، أو بالأصح إعلام قطر المستورد.. على اعتبار أن من يقوم عليها من مذيعين ومعدين ومخرجين بل حتى المراسلين ليسوا قطريين لكن قطر استضافتهم وتركت لهم الحبل على الغارب.. وهي قناة تعبر عن قمة التناقض بين ما تزعم أنها تسعى إليه مثل الديموقراطية وبين واقعها الذي نراه! هذه القناة ومسيروها منذ أن عرفناها وهي تعمل -ومازالت- على بث العداء الواضح ضد المملكة، وهدم كل ما تسعى له دول الخليج من اتحاد وبناء، وتعمل بكل ما أوتيت من قوة على تقويضه ونشر المشاكل باستضافاتها وصراخها.. قناة ومنذ تأسيسها وهي تعمل بسياسة الإعلام الانتقائي، بمعنى أنها تختار ما تريد وتتدخل فيما تستفيد وتترك ما لا يوافق توجّهاتها أو توجّهات "مموّليها". قناة الجزيرة القطرية كشفت للعالم -ومنذ فترة- عن وجهها الحقيقي، فلا داعي بعد اليوم للتستر ولا داعي للمراوغة والرياء، لقد كانت تتباهى دائماً بأنها قناة حرة جريئة تنقل الرأي والرأي الآخر بكل موضوعية وحيادية، فإذا بها أول قناة عربية تتحدث مع زعماء وسياسيين إسرائيليين مما شكل سابقة خطيرة في الإعلام العربي، وكانت السباقة في استضافة مثيري الفتن لتأجيج الأوضاع في المنطقة، وأخذت موقع الريادة بلا منازع في تزييف الحقائق والوقائع وشن حملات تهدف إلى إنهاء الأنظمة العربية وزرع الفتنة بين العرب والمذاهب من خلال برامجها الحوارية. من يتابع قناة الجزيرة يجزم أنها تسعى لقلب الحقائق، وتقوم بنشر صور قديمة عن أي حادثة على أنها جديدة، وكلنا شاهدنا ما قامت به من تغطيات إعلامية للمظاهرات في البحرين والعوامية وأشارت في تقاريرها أنها مظاهرات سلمية وأنها قوبلت بالقمع من قبل السلطات المحلية في المملكة والبحرين.. وتصوّر من يقومون بتهديد مصالح الوطن ومكتسباته أنهم أبطال وأن أعمالهم سلمية، رغم أن الجميع يشاهد ويسمع ومع ذلك تقف هذه القناة مع طرف ضد آخر؛ ليس لدعم الحق، بل من أجل سكب الزيت على النار.. كما أن وصولها إلى مواقع الأحداث الإرهابية والتسجيلات الصوتية المسربة والحصرية أمر يثير الشكوك!! قطعاً إننا وغيرنا نستغرب من كل هذا الدعم لهذه القناة من المستفيدين من تأجيجها وتدخلها في شؤون دول المنطقة، كإيران وإسرائيل وحزب الشيطان وحماس وقادة الأحزاب والإخوان، وتأخذنا الدهشة من دعمها للمعارضين في كل بلد والوقوف عكس إرادة المجموع الخليجي والعربي.. حتى أن أي احتفالات أو ندوات أو مؤتمرات لأي دولة وجماعة صارت تقام في قطر برعاية "الجزيرة"، ويا ترى هل هذه المساعدات المالية والمنح تخرج هباء وسدى أم أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هناك أهدافاً سياسية ومخططات أجنبية وفوائد لقطر ومن يقف وراءها؟