كان صرحاً من خيال فهوى، هذا ماينطبق على الوحدة النادي العريق في مكةالمكرمة، فالتاريخ لم يشفع له بالبقاء مع الكبار في "دوري جميل"، وأصبح اليوم في دوري الدرجة الأولى أو "دوري الظلام" كما يطلق عليه نسبة إلى ابتعاد من يلعب فيه عن الأضواء، وبات وضع "الأحمر" لا يسر عدوا ولا صديقا، ويبدو أن المستقبل أسوأ في ظل استمرار الإدارة التي عبثت في النادي طوال العامين الماضيين وأذاقت الوحداويين مرارة الخيبات. كان الوحدة هو الحلقة الأضعف في الموسم المنصرم، لذلك دون اسمه أول الهابطين إلى دوري الأولى، والسبب يعود في المقام الأول والأخير للإدارة التي عجزت عن قيادته نحو بر الأمان، كونها تفتقد أبجديات الإدارة وتحتاج إلى من يديرها فعلاً، فالمشاكل الفنية الإدارية والمالية كانت حاضرة ولم يهدأ "البيت الوحداوي" منذ أن تولت الإدارة الحالية قيادة النادي، إذ تظهر المشاكل على السطح بإستمرار، وهو مايثبت عجز هشام مرسي وإدارته عن تسيير الأمور، فالشرفيون والجماهير واللاعبون لا يريدون الإدارة التي تضم أعضاء لا يريدون الرئيس الذي تلقى اتهامات عدة بالتفرد بالرأي وتهميش من معه. وعلى الرغم من قلة الإمكانات الإدارية والمادية وكثرة المشاكل بين أعضاء مجلس الإدارة أنفسهم والتلويح بالاستقالات الجماعية تارة، والظهور إعلامياً ونشر الغسيل تارة أخرى، إلا أنهم كانوا ومازالوا متمسكين بمواقعهم مستغلين ابتعاد رجال النادي من جهة، وجهل أعضاء الجمعية العمومية بأدوارهم من جهة ثانية. مشاكل كثيرة عانى منها الوحدة بقيادة الإدارة الحالية، بدءاً من بيع عقود نجوم الفريق، مروراً بالتفريط في عدد من ركائز الفريق الأساسية وبالمجان، وانتهاءً بالعبث الفني والإداري. عدد من نجوم الفريق نسقوا على الرغم من الحاجة لهم، واستبدلتهم الإدارة بلاعبين منسقين من انديتهم، ووقع النادي ضحية ل "السماسرة" فاستقطب عددا كبيرا من اللاعبين المحليين والأجانب الذين اثبتوا فشلهم وعدم أحقيتهم بارتداء شعار النادي، وكانت المحصلة النهائية مستوى باهتا وهبوطا مستحقا. الأمور المادية معدومة، فالرئيس وإدارته غير قادرين على ضخ الأموال بسبب قلة حيلتهم، والشرفيون معظهم اختار الابتعاد بسبب عمل الإدارة السيىء، والموارد المالية ضعيفة ولا تكفي الحاجة، لذلك اشتكى النادي مراراً وتكراراً من مشاكل مالية القت بظلالها على الفريق واللاعبين، فلا يمكن لهم اللعب من دون رواتب ولا مكافآت لأشهر كثيرة، وانعكست هذه الأزمة على الفريق فنياً ومعنوياً، حتى والإدارة عاجزة عن إيجاد حلول المشاكل كانت متمسكة بالبقاء، وكأن لديها ما تقدمه، على الرغم من أن الواقع يقول بأنها تنحر النادي من يوم لآخر. إصرار على البقاء على الرغم من الفشل الذريع في الموسم الماضي، وعدم القدرة على الفوز إلا في مباريات لا تتجاوز أصابع اليد، إلا أن مرسي وإدارته متمسكون بالبقاء، وهو ما يقلق الوحداويين على مصير ناديهم، فأكثر الناس كرهاً للوحدة يخجل من أن يوصل النادي إلى هذه المرحلة المتدهورة فنياً وإدارياً وشرفياً ومالياً، وعلى الرغم من مرور وقت طويل على نهاية الموسم، وقرب العودة للتدريبات استعداداً للموسم الجديد، إلا أن الفريق "مكانك سر"، ولا يوجد أي استعداد للمرحلة المقبلة، والإدارة لم تعلن برنامج التحضيرات، ولم تكشف عن هوية الجهاز الفني، باستثناء رسالة "واتس اب" بعثها لاعب لزملائه اللاعبين في القروب الخاص، وأكد لهم فيها أن الرئيس منحهم الضوء الأخضر لإحضار عروض انتقال من اندية آخرى! ما جعل الأصوات الوحداوية تتعالى مؤخراً وتنادي هيئة الرياضة للتدخل وانقاذ ما يمكن انقاذه، قبل ان يجد الفريق نفسه في دوري الثانية مثلما حصل مع الرياض. صفقات فاشلة لاعب الوحدة ومدير الكرة السابق الذي عمل مع الإدارة الحالية عبدالهادي إيشان قال ل "الرياض": "ما حدث للفريق اسبابه إدارية بحتة وقلة خبرة، والصفقات الكبيرة التي ابرمتها الإدارة جاءت على حساب الفريق، عندما تستقطب أكثر من 18 لاعباً معظمهم بالإعارة أو عقودهم لمدة عام فذلك سينعكس سلباً لأنهم بحاجة إلى وقت من أجل الانسجام مع اللاعبين والفريق، في المقابل الإدارة استغنت عن عدد كبير من اللاعبين، مستوياتهم كانت جيدة وبعضهم لاعبو خبرة ومن أبناء النادي، عنصر الخبرة كان مهما جداً والفريق بحاجة إليه لأن لاعبي الخبرة يبثون الحماس، ويفترض يكون لدينا لاعبان أو ثلاثة على الأقل من لاعبي الخبرة مثل ماجد الهزاني وعبدالخالق برناوي، لأنهم يفيدون الفريق داخل الملعب وخارجه، هذا من الأخطاء والأمور السلبية التي عانى منها الوحدة الموسم الماضي". وأضاف: "تدوير اللاعبين موجود بين كل الفرق، ومن الطبيعي أن يحضر الوحدة لاعبين منسقين من أندية أخرى بسبب عدم الحاجة لهم، لكن المشكلة تكمن في الاختيار وآليته ومعرفة الخطوط التي تحتاج إلى تدعيمها والأسماء المناسبة ومدى الفائدة المنتظرة من اللاعبين، الاختيار هو الأهم، أن يكون إختيار صحيح وبحسب حاجة الفريق". وحول ابتعاد الشرفيين عن النادي قال: "دائماً اقول بأن ابتعاد الشرفيين عن النادي هو ضعف في الإدارة، لأنه متى ما كانت الإدارة قوية وتملك مجموعة جيدة من أعضاء المجلس لهم قيمة كبيرة ومؤثرة على رجال النادي ويمتلكون علاقات كبيرة مع رجال الأعمال سنجد الكثير حول الإدارة كداعمين مادياً ومعنوياً، لكن اذا كانت ضعيفة وأعضاؤها كذلك فهذا سبب رئيسي في عزوف الشرفيين عن النادي، لأن مسألة استقطابهم وجعلهم حول الفريق امرا ليس بالسهل ويحتاج إلى تعامل خاص، لذلك |ألوم الإدارة، أي عمل ناجح تقف خلفه الإدارة وكذلك العمل الفاشل، هنالك اندية تعجز عن تحقيق اي نتائج ايجابية، لكن مع تغير الإدارة تتغير النتائج للأفضل لأنها تغيرت، لكل إدارة عملها وسياستها واستقطاباتها وما إلى ذلك، وبحسب العمل نرى المحصلة النهائية، الفكر الإداري مهم جداً، لأنه ان توفر ستتمكن الإدارة من استقطاب الجميع لخدمة النادي، واستغلال المال بصورة جيدة ومفيدة للفريق، لأنه من الممكن ان يتوفر المال ذاته لإدارتين مختلفين احداهما تنجح لأن لديها الفكر والاخرى تفشل لانها تفتقده". واستطرد: "إدارة الوحدة منقسمة إلى قسمين ومتباعدة فكيف سيكون العمل؟ هذه أول مرة في الأندية نرى بأن أعضاء مجلس الإدارة منقسمون، دائماً نسمع بأن الوحدة فيها شللية وانقسامات خارج النادي، لكن أن يحدث الانقسام والمشاكل في الداخل فهذا صعب جداً، أقول لمجلس الإدارة إما ان توفروا الأجواء الصحية المناسبة للعمل والمال أو رحيلكم هو الحل الأفضل للنادي، لأن البقاء في الدوري الممتاز اسهل من الصعود، اقول هذا الكلام من واقع تجربة لأني عملت مع الفريق في المرحلتين، الدوري الممتاز تستطيع أن تبقى فيه بسبعة انتصارات مثلاً مع تعادلات، لكن الصعود يحتاج إلى عمل كبير، لأنه لن تصعد إلا من خلال أن تكون بطلا أو وصيفا، وهذا يتطلب توفير أمور كثيرة منها حوافز ومكافآت للاعبين، لأنه لا بد أن تحقق انتصارات متتابعة ومتسلسلة، مكافآت تصرف أولاً بأول، لا يوجد هناك أعذار بتأخيرها، مع توفير الدعم المعنوي من خلال تواجد الشرفيين وزيارتهم للاعبين باستمرار، هذا سيوجد لنا فريق متماسك، أما لو لم يتوفر هذا فسنشاهد فريقا مفككا عاجزا عن الصعود للدوري الممتاز". وعن مستقبل الفريق أجاب: "إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، عجز مادي وعدم التفاف شرفي ومشاكل إدارية، فالفريق سيدخل نفقا مظلما، وسيعاني كثيراً في دوري الأولى، لكن إذا الإدارة نفسها أو غيرها تمكنت من تغيير المشهد واستبداله بعمل ممتاز بإمكان الوحدة الصعود، مكة مليئة بالمواهب، أمام الإدارة طريقان للصعود، تحسين الوضع ادارياً داخل النادي واستقطاب لاعبين مميزين مع اللاعبين الحاليين سيعجلان بصعوده للممتاز، أو من خلال ابناء النادي والمواهب الشابة، وهذا يحتاج إلى موسمين من أجل تحقيق الصعود، بحسب ما نسمع ونقرأ بأن النادي يعاني الآن من مشاكل ادارية ومالية كثيرة، إن استمرت فأوضاع النادي صعبة للغاية، ومستقبله لا يسر أحدا". ايشان مع مرسي عندما كان الفريق في دوري الأضواء مضوي وعادل عبدالرحمن تناوبا على تدريب الوحدة الموسم الماضي الغاني طارق جبريل أحد المقالب الأجنبية