أيام قلائل تفصلنا عن بدء تطبيق الضريبة الانتقائية، التي ستشمل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والدخان، بنسب متفاوتة؛ نظرا لخطرها البالغ على صحة الإنسان. ولعل أكثر هذه الاصناف خطرا، الدخان بأنواعه، والذي ستطبق عليه الضربية بنسبة مئة بالمئة. ومنها سيرتفع سعر الدخان الى الضعف ليصل الى قرابة 24 ريالا، وهو السعر المقارب لكثير من دول العالم المتقدمة، التي استشعرت عظم خطره، ليس على الفرد وحده فحسب، بل على البيئة والمجتمع المحيط بالمدخن. ثمة شيء مهم، قد يقول قائل ما الهدف من كل هذه الضرائب؟ ولماذا على الدخان هذه النسبة الكبيرة؟ مما لاشك فيه أن زيادة السعر ستقلل من أعداد المدخنين، لاسيما أن غالبية هؤلاء المدخنين من أصحاب الدخل المتوسط وما دون المتوسط، فالذي يدخن في اليوم علبة دخان كاملة سينفق سنويا مايقارب تسعة الاف ريال، وهو بالفعل رقم كبير! أنت وعائلتك أولى به. والسبب الاخر: أن الحملات التوعوية من أثر التدخين لم تنجح، على الرغم من وجودها على علبة الدخان نفسه. من جهة أخرى، يتزامن هذا القرار مع اطلاق حملة للاقلاع عن التدخين، تشرف عليها وزارة الصحة، والتي ستساعد عددا كبيرا من المدخنين في التخلص من هذه الافة، التي تؤدي لخسائر مادية، فهي تسرق منك صحتك أيضا.