لكي يكون مريض السكري قادراً على صيام رمضان ينصح دائماً بزيارة الطبيب المعالج، أخصائي التثقيف الصحي، وأخصائي التغذية، قبل شهر رمضان المبارك بمدة لا تقل عن شهرين، وذلك لإجراء الفحوصات والتعديلات اللازمة في الخطة العلاجية لينعم مريض السكري بصيام آمن، والتعديلات اللازمة في الخطة العلاجية تشمل ضبط وتغيير جرعات الأنسولين والحبوب الخافضة للسكري، تعديل الأسلوب الغذائي والرياضي، وأوقات تحليل السكر اليومية. لا بد من مناقشة الطبيب المعالج فيما يتعلق بالأنسولين، والحبوب الخافضة للسكري من ناحية كمية ومواعيد الجرعات، فلربما احتاج المريض لتعديل طفيف في العلاج أو تغيير العلاج بأكمله ليتلاءم مع حاجة المريض خلال شهر رمضان، وعلى سبيل المثال ينصح بعض الأطباء المرضى باستبدال الأدوية طويلة المفعول بأخرى قصيرة المفعول لتجنب الانخفاضات الشديدة في سكر الدم. رمضان شهرٌ تتغير فيه المواعيد، أوقات الأدوية والوجبات، ولعل عدم انتظام الوقت هو العائق الأكبر في تذبذب مستويات السكر لدى المرضى، فشهر رمضان فرصة سنوية حقيقية لضبط مستوى السكر خلال الشهر المبارك، فلا الانخفاضات ولا الارتفاعات الشديدة قادرة على أن تعكر صفو صيامك. وفيما يتعلق بالجانب الغذائي والأنشطة البدنية، فأخصائي التغذية ينصح على الدوام بتناول ثلاث وجبات رئيسية في أوقات معلومة وبكميات ونوعيات صحية، ويحبذ البدء بالصيام بعدد قليل من التمرات، أو بماء فاتر أو حساءٍ دافئ، يبدأ بعدها الصائم بنصف ساعة بتناول الأطباق الرئيسية، ويفضل ممارسة الرياضة كالمشي أو السباحة لمدة 30 دقيقة في المساء، أما تحاليل السكر اليومية، فلا بد من زيادة عدد المرات ليتمكن المريض من معرفة الاحتياج الفعلي من الأدوية، فننصح بالتحليل قبل السحور، قبل وبعد الفطور بساعتين، كما ينصح بإجراء التحاليل قبل الذهاب إلى العمل وعند العودة منه، كما أن تحليل السكر في بداية الصيام وعند الساعة 12 ظهراً، وعند نهاية الصيام تعطى مريض السكري فكرة عن مدى قدرته عن إتمام صيامه، ولا بأس من زيادة عدد مرات التحليل إذا شعر المريض بأعراض الانخفاض أو الارتفاع في سكر الدم، ونحذر من إكمال الصيام إذا كان معدل السكر في الدم أقل من 80 مع/دسل عند الساعة التاسعة صباحاً، أو إذا كان أقل من 40 مع/دسل عند الساعة الثانية ظهراً لأنه قد ينخفض إلى أقل من ذلك قبل وقت الإفطار. وبالحديث عن انخفاض السكر في الدم، فيجب التعامل مع هذه الحالة بشكل جدي وسريع، فحينما يشعر المريض بالضعف، ورعشةٍ بالأطراف، وتعرق شديد، وزيادة في نبضات القلب وازدواجية في الرؤية، فإن كان المريض في وعيّه يفضل علاج الانخفاض بملعقة عسل، أو نصف عصير محلّى، أو 3 ملاعق سكر صغيرة مذابة في نصف كوب ماء، وبعد 15 دقيقة يقوم بتحليل السكر فإن ارتفع عن 70 مغ/ دسل ينصح بتناول وجبة خفيفة لتثبيت مستوى السكر في الدم، أما إذا كان مريض السكر فاقداً للوعي (في غيبوبة)، وغير قادر على تناول أي شيء عن طريق الفم فلا بد من حقن المريض بإبرة الجلوكاجون، وهي عبارة عن هرمون يساعد في رفع مستوى السكر في الدم، والذهاب إلى أقرب مستشفى. ولتنعم بصيام آمن خالٍ من الارتفاعات والانخفاضات الشديدة عليك الالتزام بمواعيد وجرعات الأدوية، وتناول طعام صحي وممارسة الرياضة بشكل مناسب، والالتزام بالتحاليل اليومية في المنزل. * قسم خدمات التثقيف الصحي