ما أسوأ أن يجد الإنسان نفسه مضطراً للكتابة عن موضوع لا يسره.. حاولت مقاومة الإصرار الذي ألح على نفسي بالكتابة عما يدور اليوم على الساحة الخليجية وتلك المواقف المتباينة التي أزاحت بها قطر الشقيقة الستار عن صورتها العربية الخليجية الباهتة.. تلك الصورة التي كنا نرى فيها حتى وقت قريب بمثابة لوحة إسلامية عربية خليجية.. تستمد وجودها من انتمائها العربي الإسلامي الخليجي. لكن المواقف والتصريحات الأخيرة التي تناولتها وسائل الإعلام عن قادة قطر الشقيقة جعلت الإنسان العربي والخليجي يحار في تفسير أو فهم تلك التصريحات.. فالمواقف الأخيرة والمتباينة لم تسمح بأي قدر من المصداقية أو المبررات.. ما يجعلنا نتساءل ماذا بقي لقطر الشقيقة من انتماء عربي وخليجي.. أهو قطع لشرايين الروابط الخليجية أم هي مغامرة لحساب غيرهم.. أم هو اغتيال لأمن ووحدة دول مجلس التعاون الخليجي. إن ما يحدث اليوم على الساحة الخليجية لم يعد منطقياً ولا يسمح بأي قدر من المصداقية أو المبررات لتلك المواقف والتصريحات. مواقف أصبحت تسبق قلم أي محلل سياسي أو صحفي أو كاتب أو مفكر ماذا بقي لدى اشقائنا في قطر ولماذا اختاروا ذلك التوجه المحصور والبعد بقطر وشعب قطر عن بودقة الأمة الخليجية والعربية أحداث مصيرية في تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي تجعلنا نتساءل هل بإمكان أشقائنا في قطر الشقيقة الإصغاء لصوت الضمير والحكمة والعقل بعد أن أصبح الإنسان العربي والخليجي يحار في فهم تلك المواقف الداعمة لدولة التشيع الديني والتطرف الإسلامي والتدخل في الشؤون العربية العربية. إن المواقف والأحداث الأخيرة لم تسمح بأي قدر من المصداقية والمبررات وهل يدرك الأشقاء في قطر أن من يشرب السم بالتجربة يكون قد قضى على نفسه بالتجربة. وهل يدرك أشقاؤنا في قطر أن النار التي تلتهم البحرين العربي الشقيقة والتهمت جزر الإمارات العربية الشقيقة والعراق واليمن ولبنان سوف تلتهمهم. وأن الخطر قادم.. أحداث بلغت ذروتها تركت في الجسم الخليجي جراحاً وإن التأمت فهي لن تلتئم إلا بالعودة إلى الجسم والصف الخليجي العربي المسلم ولاءاً وإخلاصاً لوحدته وكيانه. إن ما يحدث اليوم بين أشقاء الأسرة الواحدة لم يعد منطقيا أو مقبولا.. نتمنى معه على اشقائنا في قطر أن يرتفعوا في علاقاتهم وتعاملهم مع أشقائهم دول وشعوب الخليج فوق كل الأسباب والمسببات التي تحول دون تمزق وحدة دول الخليج والنظر برؤية العين الواحدة إلى ضراوة الأحداث والمخاطر المحيطة بأمتنا العربية والخليجية. مفاجآت أليمة وتصريحات مروعة من شأنها أن تترك في هذا الجسم الخليجي جراحاً عميقة لا نريدها ولا نتمناها إننا هنا في المملكة العربية السعودية ندرك تماماً ما يحيط بنا من مخططات صفوية وأطماع شيعية توسعية يظل معها أملنا الكبير في وحدة دول مجلس التعاون الخليجي العربي المسلم: بالتصدي لتلك المخططات ومخاطرها وإن قادة دول مجلس التعاون الخليجي إنما يبنون رؤيتهم لواقع ومستقبل شعوبهم بالعمل على تطويرها والارتقاء بها فوق كل الأسباب التي تنال من أمنها ووحدتها واستقلالها. حفظ الله قادة وشعوب دول الخليج.. وحفظ لهذه المملكة الغالية أمنها واستقرارها وقيادتها الحكيمة.. سلمان الحزم والعزم.