أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل والأخذ بأوامره والعمل على طاعته واجتناب نواهيه والبعد عن معصيته ابتغاء مرضاته ورضوانه ورحمته سبحانه وتعالى . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم : إننا نُمتع الأذان بنعيم الجنان ونشد العزم لنهنئ في أفضل رياض فلا يجف ينبوعها خاصة أن مواسم الخير قد حلت وأبواب الفضل قد هلت وأبواب الجنان على مصراعيها قد فتحت فرمضان معينٌ كرار للمتنافسين ومنهل عذب للمتسابقين وهاهو قد امتعنا بظلالة وأندى قلوبنا ببلالة ". وأكد أنه على الأمة الإسلامية أن تنخلع من حيز المقال والانفعال إلى التحقق بانفعال، داعيا إلى الأخذ من أقاويل الإشراقات وسوابق البشائر والنفحات بمحكم الآيات ومجمل الصفحات فتكون لقلوبنا ترياقاً وشفاءً لاسيما والسهام تحيط من كل حد وصوب. وقال : جدير بنا في شهرنا هذا شهر رمضان المبارك الذي اكتنز ليلة هي خير من ألف شهر أن نحدد الأهداف والدروب ونوحد الصفوف والقلوب وأن يحرك من الأمم الهمم والعزائم التي تروم العزه وتأبى الهزائم وتأتلف على حل قضاياها العالمية وفي مقدمتها قضية القدس الأبية لكي نستأنف مكان الريادة وعلياء القيادة والسيادة في الأقصى المبارك محرر بإذن الله . وأضاف الشيخ السديس " إنه في هذا الشهر الكريم يرفع باللهج بأفضل الدعوات، داعيا إلى رفع أكف الضراعة لكم ولأهليكم ولأمتكم فألحوا على الباري بالدعاء في حفظ بلاد الحرمين الشريفين واستقرار أمنها وسلامة عمارها وزوارها وتوفيق ولاة أمرها ورجال أمنها والمرابطين على حدودها وإحلال الأمن والسلم الدوليين في تعزيز منهج الوسطية والتسامح والاعتدال وبعدا عن الإرهاب والطائفية والانحلال وأرفعوا إليه الشكوى والنداء أن ينصر المستضعفين والمشردين والمنكوبين والمضطهدين في كل مكان وأن يفرج كروبهم وهمومهم وأن يكشف شدائدهم خاصة إخواننا في بلاد الشام الذين زاد التقتيل فيهم والإجرام وفي العراق الوطيد وفي اليمن السعيد ومسلمي بورما وآراكان الذين يستقبلون شهر رمضان بالإبادة والتشريد والطغيان والتهجير ومزيد الوعيد ولكن الله عز وجل ناصر أوليائه ومثبر أعداءه وإن طال الدجا زمنه . ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين إلى العمل والإخلاص والاجتهاد في طلب الجنان والتشمير لنيل رضى الرحمن سبحانه وتعالى لتتحقق آمال الزمان. وفي المدينةالمنورة دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ إلى اغتنام موسم رمضان في الطاعة وعمل الخيرات, موصيا المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم : إن أرفع المطالب وأجل المآلب مسارعة العبد إلى الخيرات واغتنام المواسم باكتساب الحسنات، مستشهداً بقوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ), مشيراً إلى أن رمضان فرصة للتزود من الصالحات والتقرب بسائر الطاعات, ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه) . وبين فضيلته أن الموفق السديد في هذه الحياة هو من يحفظ جوارحه عن المنهيات ويصون حسناته عن المكدرات وأن من الخسارة والبوار أن يسعى المؤمن ويجتهد إلى نيل الحسنات ثم يسارع لنقض ما أبرم وهدم ما عمر، فذلك الإفلاس, فالإفلاس الحقيقي أن يسدي أحد حسناته لغيره ويكون ذلك بالتهاون بحقوق المخلوقين وظلمهم بشتى أنواع الظلم وأذيتهم بسائر أصناف الأذى والاعتداء عليهم بأنواع الاعتداء مما حرمه رب العالمين وحذر منه أفضل المرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ,فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي ؟ " قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا دِينَارَ وَلَا مَتَاعَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُقْتَصُّ لِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَلِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ". وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن النجاة في هذه الدنيا في حفظ الجوارح عن ما حرم الله, والسعادة تكون في لزوم الطاعات وحفظها مما يؤثر على آثارها الحسنة لقوله صلى الله عليه وسلم :( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَلَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ),داعيا المسلمين أن يكونوا على وقاية تامة من حقوق الخلق في هذه الدنيا الفانية, فإن الله عز وجل يقتص للمظلوم من الظالم . وأشار فضيلته إلى أنه يجب على الصائم أن يتذكر حقيقة الصيام وهي التربية على التقوى سراً وجهراً ظاهراً وباطناً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ), وقال : في التوجيهات النبوية الخالدة أعظم زاجر وأوعظ واعظ عن الوقوع فيما تكون عاقبته على المسلم وبال وخسار, داعيا المسلمين إلى حفظ حسناتهم والحرص عليها بعدم ظلم المخلوقين.