في نموذج فضاء الاحتمالات الذي نحن بصدد تفعيله ثم الانتقال من خلاله في فهم واقعنا أدوات مهمة ينبغي الوعي بها لما لها من أثر إيجابي كبير ومن تلك الأدوات أداة تفعيل الشريحة فما المقصود بذلك؟ إننا نقصد بالشريحة في نموذج/نظرية الترانسيرفينغ: عملية تخيل صورة هدفك محققا بمعنى أن تتعامل معه وكأن الأمر حصل في أرض الواقع وبوجه آخر يمكن أن نقول بأنها الإيمان الذي يلامس الأرواح وكأنما الأمور تجسدت. وهنا نتذكر تلك المقولة المهمة للعالم آنشتاين عندما قال: الخيال أهم من المعرفة وبما أننا نتعامل مع الشريحة ذهنيا/خياليا مما يسمح لنا بالتعدل/التزامن مع طاقة الأفكار لنتوافق مع خط الحياة الذي نريد أن نكون فيه/عليه. والوسيلة الأساسية في نموذجنا للانتقال نحو اختيارك/هدفك هو من خلال تقنية الشريحة والتي تتأسس على محورين اثنين؛ الأول: أن تمسكك بالرغبة يضعف تحقيق اختيارك/هدفك ويخلق انحصارا/انسدادا في مجرى الاحتمالات والسريان لأن الرغبة هي أماني تفتقد لكل فعل وحركة والثاني: أن اتجاهك وانتباهك إلى عملية الفعل والحركة هي ما تعمل على تجسيد اختيارك وتقربك نحو هدفك إذ إنها نية وننبه هنا إلى مسألة مهمة وهي أن تخيلك يجب أن لا يكون منصرفا نحو الصورة النهائية لتحقيق اختيارك/هدفك بل لا بد أن يكون متجها نحو تخيل عمليات الحركة والفعل نحو هدفك. هذا هو المقصود بالتوجه نحو عمليات الحركة والفعل ولا تتخيل ذلك مستغربا أو مندهشا أو حالما فقط بل انظر إليه فقط لأنه يخصك ولك فقط وتعامل معه وكأنه حقيقة وأنت بهذا الأداء تسمح للنية بالتحقق/التجسد والمطلوب منك فقط احتساب عطالة المادة/التأخر الذي يرافق أحيانا بعض الاختيارات/الأهداف وغني عن القول إننا ونحن نعمل على تقنية الشريحة فإننا بحاجة إلى صبر وهدوء وانتظام وسعة بال في تدويرها حيث إن العمق كل العمق هو أن تصبح شريحتك عادة لك دون شعور منك بأنك مضطر أو مكره على عملها ومع ذلك فأنت بحاجة إلى تخفيض الأهمية وأن تثق بمجرى الاحتمالات وهنا ثمة تنبيه لطيف أنك إذا أصبت بملل بدأ يتسرب إلى نفسك من شريحتك فأنت ربما لا تحتاج هذا الاختيار/الهدف ومن الأجدى لك أن تبحث عما يزيدك شغفا وحماسة ونحن نتحدث عن الشريحة أو كما يسميها زيلاند البروجكتور الذهني لا بد أن نطرح هذا السؤال؛ ما هي طرق تشكيل شريحتك؟ وهناك خياران الأول: أن تشكلها بالألوان الزاهية وترسمها كما قوس قزح متى ما تجاهلت الاستماع إلى أخبار الكوارث والفواجع ولم تنسق خلف دراما الحزن والألم وحرصت على الفرح بكل خبر جميل ولو كان بسيطا والثاني: أن تشكلها بالألوان القاتمة إذا هويت الاستماع إلى أخبار الكوارث والفواجع والألم وكي تتخلص من هذه الألوان القاتمة في حال وجودها في شريحتك/بروجكتورك الذهني عليك بالتخلص من الشعور بالذنب الذي يستتبعه العقاب ومن الشعور بالنقص والشك والخوف والقلق وأيضا أن تتخلص من إصدار الأحكام وعدم الرضا وسوء الانتظار وليتم الخلاص/التخلص عليك برفع طاقة النفسية فكريا/مشاعريا ويطرح زيلاند حلا يصفه بالبسيط كما هو كل شيء عبقري لتصحيح مسارك عندما تكون شريحتك مليئة بالألوان القاتمة.