تدخين السجائر يضر تقريباً كل أجهزة الجسم، ويسبب العديد من الأمراض، ويقلل من صحة المدخنين بشكل عام، طبقاً للإحصاءات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ما يقرب من 18% من البالغين، ومن العمر 18 عاماً فما فوق يدخنون السجائر اليوم. يدعي بعض البسطاء أن التدخين يحفز مشاعر السرور والمتعة، ويدعي المدخنون أنه يساعد على تعزيز مزاجهم، ويخفف من الاكتئاب ويساعد على السيطرة على الغضب، ويحسن التركيز والذاكرة على المدى القصير، ويمكن أيضاً أن يوفر حساً متواضعاً من الرفاهية، وذلك لأن السجائر تحتوي على مادة النيكوتين المسببة للإدمان التي تحفز هرمون يدعى الدوبامين في الدماغ، وهو المسؤول عن "الأحاسيس الممتعة". فكلما كنت تدخن، هناك مزيد من الخلايا العصبية الخاصة بك تصبح في مأمن من المتعة الناجمة عن التدخين. ونتيجة ذلك، يميل المدخنون إلى زيادة تناولهم من النيكوتين للحصول على هذا الشعور المرغوب فيه من التدخين، على الرغم من "المتعة" فإن التدخين يأتي مع آثار صحية مدمرة، إن الدخان يحتوي على مواد مسرطنة وهو يجعلك تشعر بالمتعة لفترة من الزمن، ولكنه بالفعل يقتل جسمك ببطء. تحتوي السجائر على أكثر من 7000 مادة كيميائية، وبعضها يمكن أن يسبب السرطان، والأسوأ من ذلك أن التدخين يمكن أن يسبب أنواعاً مختلفة من السرطانات في أي مكان في جسمك، وليس فقط في رئتيك، هناك نوعين من الآثار الجانبية، قصيرة وطويلة الأجل، في البداية آثار قصيرة الأجل، فإن المدخنين تكون لديهم رائحة التدخين في الملابس والشعر، كما رائحة الفم كريهة، ولديهم بقع الأسنان صفراء أو بنية، كما أن مظهرك الجسدي يمكن أن يعاني أيضاً من التجاعيد المبكرة وضعف في اللثة وفقدان الأسنان، وتغير الوزن المفاجئ، بالإضافة إلى قرحة في المعدة وضعف جهاز المناعة. وفقاً لدراسة أسترالية جديدة، المدخنات الإناث قد يواجهن تقلصات في الدورة الشهرية أسوأ من أولئك اللائي لا يدخنَّ، ومن المرجح أن يحدث ذلك انخفاض كمية الأوكسجين الذي يسافر إلى الرحم عند التدخين. ومن الآثار طويلة الأجل، فإن الكثيرين لا يبدؤون بالشعور بالآثار الجانبية الشديدة للتدخين إلا في سنوات لاحقة من العمر، أولها المشاكل الصحية في القلب والوعائية، التدخين يشكل خطراً كبيراً على القلب والأوعية الدموية، فإنه يضر بنية قلبك والطريقة التي تعمل بها الأوعية الدموية، التدخين يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، لأنه يسبب تخثر في الأوعية الدموية في قلبك ويجعل قلبك يضرب بشكل أسرع، ويسبب ارتفاع ضغط الدم وتجلط في الشرايين، وعندما يغلق الأوردة التي تغذي القلب فإنه لا يمكن الحصول على ما يكفي من الأوكسجين، الأمر الذي يضر عضلة القلب، وقد يؤدي للوفاة، إن الذين يدخنون لديهم خطر أكبر في حدوث تصلب الشرايين مع تقدم الوقت، الأمر الذي سيقيد تدفق الدم المملوء بالأوكسجين إلى أجزاء أخرى من الجسم. التدخين قد يؤدي إلى ألم في الصدر، ونوبات قلبية، وفشل القلب، وعدم انتظام ضربات القلب، أو الموت، إن المدخنين من النساء اللاتي يعانين من مرض السكري ويتناولن حبوب منع الحمل هن أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة في القلب والأوعية الدموية، وهو يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، فالمدخنون في خطر متزايد من وجود السكتة الدماغية من غير المدخنين بمرتين إلى أربع مرات، ويحدث عندما تتجلط كتلة الدم أو عندما ينفجر شريان في الدماغ. ثانياً، مشاكل الجهاز التنفسي، فالرئتان قد تم تبطينهما بطبقة من المخاط الداخلي الذي يعمل بمثابة درع واق للمواد الدخيلة التي نستنشقها، عن طريق محو هذه الملوثات بواسطة شعيرات صغيرة تسمى أهداب، ولكن لدى المدخنين، هذه الأهداب لا يمكن أن تعمل بشكل صحيح، كما أنها تعمل ببطء، ونتيجة لذلك، لا يمكنك السعال، أو العطس، والنتيجة ابتلاع هذه السموم إلى الرئة. لدى المدخنين صعوبة في التنفس لأن التدخين يضر الرئتين، ويسبب الكثير من السعال مع البلغم، والتبغ يمكن أن يسبب انتفاخ الرئة "أمراض الرئة"، وسرطان الرئة، وتشمل آثار دخان التبغ على الجهاز التنفسي: تهيج القصبة الهوائية والحنجرة، فإن انخفاض وظائف الرئة وعدم التنفس بسبب تورم وتضيق الشعب الهوائية الرئوية والمخاط الزائدة في ممرات الرئة، يؤدي إلى إضرار دائمة في الأكياس الهوائية للرئتين، وهو يمكن أن يؤدي إلى نوبة ربو أو يجعل نوبة الربو أسوأ، وقد يسبب أيضاً مرض الانسداد الرئوي المزمن، والذي يتضمن انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية، ففي انتفاخ الرئة والأكياس الهوائية في الرئتين تفقد في نهاية المطاف مرونتها وتبدأ في التدهور، أما مضاعفات التدخين عند الحمل، فإن النساء الحوامل اللواتي يدخن أكثر عرضة للإصابة المبكرة بالإجهاض، وقد يواجهن الموت المفاجئ للجنين، أو الحمل خارج الرحم، والشقوق الوجهية للأطفال حديثي الولادة، وقد يتسبب التدخين في انخفاض الخصوبة، وللنساء أيضاً خطورة الإصابة بضعف في العظام بعد سن اليأس، أما الرجال المدخنون فقد يواجهون ضعفاً في الانتصاب، وسوء نوعية الحيوانات المنوية، وعيوب في الحيوانات المنوية. في النهاية وبعد هذا الاستعراض عزيزي القارئ لمخاطر التدخين فإنك لابد وأن تكون قد أدركت الآن.. إلى أين طريقك مع التدخين.. ولن أقدم لك النصائح مع تقديري أنك تحتاجها.. ولكن هناك طرقاً مناسبة للحصول على نصائح تناسبك أنت.. وهي استشارة طبيبك أو الأخصائيين في هذا المجال. * قسم التمريض - عيادة الجراحة